قال السفير نبيل حجلاوي، قنصل عام فرنسابالإسكندرية،إن مواجهة الإرهاب لم تصبح مسألة داخلية في أي دولة، ولن تستطيع دولة منفردة التصدي للإرهاب الذي أصبحت تنتشر أذرعه في العديد من الدول، مؤكدًا أن الهجمات الإرهابية أبرزت أهمية التكامل في المستقبل بين شمال وجنوب المتوسط. وشدد حجلاوي علي ضرورة أن تعمل كل الأطراف سويًا علي أجندة واحدة للقضاء علي الإرهاب، مؤكًدا ما قاله الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند؛ من أهمية التنسيق بين الدول، وأنه ليس من المتصور أن تقضي فرنسا وحدها علي الإرهاب، ودعم فرنسا لقرار مجلس الأمن رقم 2249 بشأن نبذ الإرهاب بغض النظر عن مكانه، ومسئولية جميع أعضاء الأممالمتحدة في التكاتف لمحاربة الإرهاب كجهد جماعي. أكد، خلال حفل استقبال نظمته قنصلية فرنسابالإسكندرية، في ختام أيام التراث السكندري: "لن نغير من إقبالنا علي الحياة والانفتاح علي الآخر"، كرسالة إلي الإرهاب في أعقاب الأحداث الأخيرة التي وقعت في باريس وراح ضحيتها نحو 130 قتيلاً من ضحايا الإرهاب، وقال: إن الهجمات الإرهابية علي باريس أو شرم الشيخ ليستا مشكلات داخلية، وفرنسا أعلنت دعم مصر في حربها علي الإرهاب قبل هجمات باريس. وأوضح حجلاوي أن تطبيق القانون هو ضمانة كال المواطنين الفرنسيين بمنع أي مجال للتعدي علي الحريات أو المعتقدات الشخصية، مؤكداً أن مدينة باريس ليست فرنسية فقط، ولكن بها كل الجنسيات بما فيها العربية الإسلامية، وأنه لا يوجد منطقة أو شارع في باريس ستجد فيه فرنسيين من أصول فرنسية فقط، ولكن تتنوع الأعراق والأصول. وأضاف القنصل الفرنسي، ذو الأصول العربية، أن الوافدين إلي فرنسا بدأوا بأعمال بسيطة ثم حصلوا علي مناصب ووظائف هامة، فمنهم السفراء والوزراء، حيث لا يوجد إقصاء لأى من الأقليات ويتم التعامل مع الجميع كمواطنين فرنسيين، مشيراً إلي أن بعض الدعوات لتبني سياسات التضييق علي اللاجئين أو الوافدين، تأتي في إطار حرية الرأي ويحدها القانون. وعن العلاقات المصرية – الفرنسية، قال حجلاوي: إنه خلال عمله قنصلاً عاما لفرنسابالإسكندرية، علي مدى ثلاثة أشهر، اكتشف مدى عشق السكندريين للغة والثقافة الفرنسية بشكل عام، وازدهار النشاط الثقافي الفرنسي وكل ما له علاقة بالحضارة الفرنسية عبر مكتبة الإسكندرية وعدد من الجامعات، بالإضافة إلي المعهد الثقافي الفرنسي، بما يعكس متانة العلاقة بين البلدين. وأشار إلي أن العشرات من السكندريين، أرسلوا التعازي وباقات الورود تضامناً مع الشعب الفرنسي في أعقاب هجمات باريس، مما يثبت قوة العلاقة بين البلدين ووحدة المصير واصفاً العلاقات الاقتصادية بين البلدين بالمزدهرة خلال العامين الماضيين وإقبال الشركات الفرنسية علي السوق المصري. وأضاف أنه خلال الشهر الماضي اجتمع 190 من رجال الأعمال المصريين والفرنسيين في القنصلية الفرنسية بالإسكندرية بحثوا تطوير العلاقات الاستثمارية والتجارية بين البلدين، والتي تشمل عددا من المجالات والصناعات.