تظل الرحلات البحرية، معلما مهما من معالم شرم الشيخ، وعنصر جذب للسائحين الأجانب والعرب، إذ يستطيع السائحون الاستمتاع بالرحلات البحرية واليخوت، ورحلات ال«جلاس بوت»، والتي يشاهدون من خلالها الشعاب المرجانية تحت الماء، وقوافل الأسماك الملونة التي تجوب البحر ذهابا وإيابا، في مشهد بديع يعشقه السائحون، ويقبلون عليه بصورة مستمرة. أمام سقالة خليج نعمة، تجمع مئات السائحين من جنسيات مختلفة، حيث تبدأ رحلات اليخوت فى التاسعة صباحا، متجهة إلى محمية رأس محمد، أو جزيرة تيران، وهنا أيضا لا يهتم السائحون كثيرا بتكلفة الرحلة، بقدر ما يبحثون عن الترفيه والمتعة. وقد تجولت « تحقيقات الأهرام» داخل مارينا اليخوت فى شرم الشيخ، حيث تتوقف اليخوت انتظارا لقدوم السائحين، الراغبين فى القيام بالرحلات البحرية، حيث تنطلق يوميا عشرات الرحلات السياحية البحرية، والتى تنطلق فى التاسعة صباحا، إلى محمية رأس محمد، وجزيرة تيران، وتمثلان قبلة مناطق السياحة الجميلة التى يقبل عليها جميع الوفود السياحية الأجنبية، العاشقة لممارسة رياضة الغوص، والرياضات المائية الأخرى. هنا فى سقالة خليج نعمة، يمر السياح إلى مارينا اليخوت، عبر بوابات إلكترونية مزودة بأجهزة فحص بالأشعة، لتفتيش الحقائب والمتعلقات الموجودة بحوزة السائحين، لضمان سلامتهم، قبل استقلالهم اليخوت والبواخر السياحية، و كذلك الحفاظ على سلامة أرواحهم. فى مارينا اليخوت بخليج نعمة، التقينا محمود، ويعمل مرشدا سياحيا، حيث أكد ل «تحقيقات الأهرام»، أن هناك أربعة أماكن فى شرم الشيخ يستطيع من خلالها السائحون ممارسة الرياضات المائية المختلفة، بطاقة تصل إلى نحو 350 يختا سياحيا مجهزا بالمعدات والأجهزة، وفقا لمعايير السلامة، لضمان الحفاظ على أرواح السائحين، حيث يتحرك يوميا نحو 120 يختا، مشيرا إلى أن السائحين من مختلف الجنسيات، يقبلون على الذهاب فى رحلات بحرية لمحمية رأس محمد، وجزيرة تيران. قال لنا محمد على ويعمل على إحدى البواخر، إن سياحة اليخوت تعدنوعا من أبرز وأهم البرامج السياحية التى يقبل عليها السائحون فى منطقة خليج نعمة، مؤكدا أن شرم الشيخ تعد مركزا مهما لسياحة اليخوت عالميا، حيث يجوب المنطقة أكثر من 35 ألف يخت سنويا. ولمن لا يعرف، فقد تم منذ 8 سنوات تقريبا، افتتاح عدد من موانى اليخوت البحرية بشرم الشيخ، مثل مارينا نعمة، الذى يعد أول ميناء لليخوت بالمدينة، وكان بمثابة أول انطلاقة مصرية على طريق تنمية سياحة اليخوت. تحظى مدينة شرم الشيخ كما يقول آدم حسن- مسئول التسويق فى أحد مراكز تنظيم الرحلات بمنطقة خليج نعمة- بمكانة خاصة فى مجال الغوص والرياضات البحرية، حيث يستطيع السائح ممارسة الغوص فى أعماق البحر الأحمر بشعابه المرجانية النادرة، والاستمتاع بمشاهدة الكائنات البحرية، ومشاهدة بقايا السفن الغارقة، والتى لايزال هيكلها موجودا فى بعض المناطق مثل رأس نصرانى، وشارك باى، و رأس نحاس، والبرج، ومن أشهر المناطق التى يمكنك ممارسة رياضة الغوص، مشيرا إلى أن مدينة شرم الشيخ تحتوى على ما يزيد على 105 مراكز متخصصة للرياضات المائية، وفقا لأحدث معايير الأمن والسلامة، فضلا عن تزويدها بأحدث المعدات والأجهزة اللازمة للغوص، إضافة إلى العناصر المدربة وخبرتهم فى أماكن الغوص المختلفة. تفضل السائحة ماريكا الهولندية- الغوص فى منطقة شعاب مضيق تيران بخليج العقبة، والتى تفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، وبها ممران أعمقها وأوسعها هو ممر «إنتربرايز» فى الناحية الغربية، ويبلغ عمقه 950 قدما، إلى جانب ممر جرافتون المحفوف بالشعاب المرجانية، والذى يبلغ عمقه نحو 240 قدما. يضاف إلى مناطق الغوص المهمة أيضا، منطقة جزيرة تيران بخليج العقبة، والتى تبعد نحو 6 كيلو مترات من ساحل سيناء الشرقي، وتضم العديد من الجزر، والشعاب المرجانية، وصخور القاعدة الجرانيتية القديمة، حيث الأسماك النادرة، التى تتجول تحت أغطية الصخور المترسبة، كما يمكن للسائح الاستمتاع بمشاهدة السفن الغارقة. أما محمية رأس محمد- كما يقول إيهاب- فهى معشوقة السائحين، ويفضلونها لأنها تعد واحدة من أجمل مناطق الغوص فى البحر الأحمر، حيث تحتوى على الشعاب المرجانية، والأسماك الملونة. تحب ماريكا أيضا المغامرة والانطلاق، وتفضل ال «سكاى دايفنج» أو الباراشوت، وتؤكد ل « تحقيقات الأهرام» أنها تستقل الباخرة، للذهاب إلى محمية رأس محمد، وجزيرة تيران، كما أنها تحب الشعاب المرجانية والأسماك الملونة. وتروى لنا المرشدة السياحية الإيطالية «أليرونا»، أن السائحين الإيطاليين والألمان يفضلون الذهاب لمنطقة الغرقانة « بخليج نبق»، لمشاهدة السفينة الحربية التى غرقت بكامل معداتها فى البحر الأحمر أثناء الحرب العالمية الثانية، والتى مازالت محتوياتها موجودة بالكامل حتى الآن، بالإضافة إلى الأمتعة والأغراض الشخصية لطاقمها، مشيرة إلى أن الوفود السياحية الراغبة فى ممارسة الرياضات البحرية، تتجول فى مارينا اليخوت بحرية كاملة، وسط ترحيب كبير من الجميع، وأنها شعرت بالأمان، على أرض مدينة شرم الشيخ.