صدرت عن المركز القومي للترجمة ترجمة الأعمال الكاملة للشاعر الأمريكي "إدجار الآن بو" بترجمة وتقديم القاصة المصرية غادة الحلواني ومراجعة الكاتب الروائي إداور الخراط وذلك ضمن سلسلة الشعر التي تشرف عليها الدكتورة رانيا فتحي. وصدر المجلد الأول بعنوان "وادي القلق". ادجار الان بو شاعر وكاتب قصص قصيرة وناقد أمريكي، وأحد رواد الرومانسية الأمريكية. ولد عام 1809 م في مدينة بوسطن في ولاية ماساشوستس. وأكثر ما اشتهر به قصص الفظائع والأشعار، وكان من أوائل كتاب القصة القصيرة، وينسب إليه ابتداع روايات الرعب القوطي أو الادب البوليسي. كما يعزى إليه مساهماته في أدب الخيال العلمي. ومات في سن الأربعين، وسبب وفاته ما زال غامضا، وكذلك مكان قبره. في مراهقته سافر إلى بريطانيا ودرس هناك لخمس سنوات، بعد ذلك التحق بجامعة فيرجينيا في ولاية فيرجينيا حيث أظهر تفوقا كبيرا في دراسة اللغات والآداب ولكنه اضطر إلى ترك الجامعة بعد ذلك بثمانية أشهر بسبب مشاكل مالية والتحق بالجيش الأمريكي وقبل هذا تم كتابة ونشر شعره. ساعده أصدقاءه وأعطوه الأموال التي احتاج إليها. واستمر كتابة الشعر والقصص. وفي عام 1832 م انتقل بو إلى مدينة بالتيمور التي مات فيها عام 1849 م. وتشير الحلواني في مقدمتها للترجمة والتي أهدتها الى المفكر السياسي الراحل الدكتور محمد السيد سعيد إلى أن تأثير ادجار الان بو على الادب الغربي بات اليوم حقيقة لاجدال فيها، بسبب بودلير الذي ترجم أشعاره الى الفرنسية بترجمة رائعة عرفته فرنسا من خلالها. وبسببها احتفى به كبار نقاد الغرب وبدا باعتباره ممثلا لجوهر الأدب الأمريكي في ذروته، واهتم النقاد بحياة بو المضطربة بحسب المقدمة والتي ادت لاتهامه اتهامات قاسية سقطت مع تحولات التاريخ، فالبعض يراه إلها مزيفا وآخرون نظروا إليه باعتباره شاعر من المرتبة الأولى. لكن تأثيره يظل عميقا، وتدلل الحلواني على ذلك بالحفاوة التي يجدها شعره في المواقع الالكترونية العربية أيضا. وتكشف المقدمة أن هناك خمس طبعات لاعمال بو اعتدت المترجمة على النسخة الأخيرة التي اتفق الجميع على ان كافة قصائدها تنسب لبو وهي التي صدرت في العام 1849. وتشير كذلك إلى أن صعوبات جمة واجهت محاولات جمع أمال بو بسبب تفرقها في دوريات كثيرة، وبسبب ولع صاحبها بمراحعة قصائده في كل نسخة من النسخ التي ظهرت أثناء حياته. وتسيطر على كتابات بو ثيمات رئيسية أبرزها "الموت" وحالة الضحية والمراقبة والاصرار الشديد على التذكر، وعلى الرغم من أنه مات في الاربعين إلا أن قصائده تكشف معرفة عميقة بثقافات العالم ومن بينها الثقافة الاسلامية، وتدلل المقدمة على ذلك بعناوين بعض القصائد القريبة من سور القران الكريم. وتوضح المترجمة قي مقدتها الكيفية التي اشتغلت عليها خلال عملية الترجمة حيث عمدت إلى تحرير ما أمكن مما ورد في القصائد من أسماء أعلام وأماكن بهدف إلقاء الضوء على المعرفة الواسعة التي امتاز بها الان بو. وتضم الترجمة بعض التصورات التي صاغها ادجار الان بو حول تجربته الشعرية فيما أسماه ب "المبدأ الشعري " كاشفا عن الماهية الحقيقية للشعر كما يعتقدها. ومترجمة الكتاب قاصة ومترجمة من أبرزها أعمالها "وخز خفيف"، "ولكن كيف"، "محو مؤقت" وترجمت كتابا بعنوان "نماذج من الشعر النسائي" صدر عن المشروع القومي للترجمة عام 2005.