احتفلت جنوب إفريقيا باكتشاف حفريات وسط حالة من الكساد الاقتصادي لكن بعض الخبراء يشككون في مدى الأهمية العلمية لهذا الإنجاز المثير. وعلى النقيض فقد بدت الأهمية السياسية للاكتشاف بصورة جلية عندما قال سيريل رامافوسا نائب رئيس جنوب إفريقيا الذي شارك في الاحتفال مع العلماء الأسبوع الماضي خلال الإعلان على شاشات التليفزيون عن اكتشاف الجنس البشري الجديد (هومو ناليدي) "نشعر بسعادة غامرة أن نعثر على هذا الاكتشاف الذي لم نكن نتخيل وجوده هنا". وعُثر على الحفريات في كهف عميق قرب موقعي ستيركفونتاين وسوارتكرانس الشهيرين وهي كنوز دفينة تقع على مسافة 50 كيلومترًا إلى الشمال الغربي من جوهانسبرج ظلت تمد الجنس البشري طيلة عقود بعناصر تسهم في فك لغز نشوء الإنسان وتطوره. وهذه أضخم مجموعة من الحفريات تخص الإنسان وأشباه الإنسان لعدد 15 فردًا تم تجميعها من أكثر من 1500 قطعة. وسمي الجنس الجديد الشبيه بالبشر الذي ورد وصفه في الدورية العلمية (إيلايف) بالاسم العلمي (هومو ناليدي) بكهف (رايزنج ستار) أو النجم الصاعد حيث عثر عليه. وتعني كلمة ناليدي (النجم) بلغة السيسوثو في جنوب إفريقيا. وفجر الكشف حالة من الإثارة لأن الباحثين يقولون إن أشباه الإنسان كانوا يدفنون موتاهم وهي سمة كان يعتقد ان البشر يتفردون بها عن بقية الكائنات. وبث الاكتشاف روحًا جديدة في جنوب إفريقيا التي تباطأ اقتصادها في النصف الثاني من العام وسط انقطاع الكهرباء وتراجع أسعار السلع الأساسية. وقالت صحيفة بيزينس داي في افتتاحيتها يوم الاثنين الماضي "أصبحت جنوب إفريقيا -لوهلة وجيزة على الأقل- مكانًا تتم فيه الأبحاث العلمية الرئيسية". ويقول بعض العلماء إن الاستنتاجات العلمية جاءت متسرعة. وقال كريستوف تسوليكوفر من جامعة زوريخ "في مجال العلوم توجد دومًا فجوة بين البيانات التي بين يديك والتفسيرات التي تضعها. وفي حالة الإعلان عن اكتشاف جنس جديد تصبح الهوة واسعة حقًا". ويقول آخرون إن الحفريات تخص أنواعًا معروفة بالفعل من قبل. وقال تيم وايت من جامعة كاليفورنيا إنه من خلال ما شاهده فان الحفريات تخص جنس (هومو اريكتوس) أي الإنسان منتصب القامة الذي اكتشف في أواخر القرن التاسع عشر. وقال "يجب ألا يعلن عن الأجناس الجديدة بصورة اعتباطية ولكن حتى تعلن عن جنس جديد فعلى المرء ان يبرهن أنه مختلف عن أي شيء تعرفه من قبل". وأشار وايت إلى أن الاكتشافات الجديدة تتضمن جدولاً يتضمن مقارنة بين 83 صفة تشريحية بين ناليدي وأنواع أخرى. وأثيرت تساؤلات بشأن عدم تحديد عمر الاكتشاف الجديد ونظرية أن أشباه الإنسان كانوا يدفنون موتاهم وهي خاصة كان يعتقد في السابق أنها تقتصر على البشر دون غيرهم. ولم يعثر على أي حفريات لأنواع أخرى بهذا الكهف كما أن العظام لا توجد بها آثار لمخالب او أسنان ما يوحي بأنها تخص كائنات مفترسة أخرى كانت تدفن ما تصطاده من لحوم في الموقع. وجنس (هومو ناليدي) الذي اكتشف في كهف في سبتمبر من عام 2013 لديه مخ أكبر قليلاً من مخ الشمبانزي لكن عمره لا يزال لغزًا.