يجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء 25 أغسطس ، محادثات في موسكو مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، من التوقع أن تركز على تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط والتعاون الثنائي. وتعتبر هذه الزيارة الثانية للسيسي إلى موسكو هذا العام، علما بأنه حضر في مايو الماضي الاحتفالات بمناسبة الذكرى السبعين للانتصار على النازية. كما قام الرئيس المصري بزيارة إلى روسيا في أغسطس عام 2014.فيما زار بوتين مصر في أبريل الماضي. عبد الفتاح السيسي يحضر الاستعراض العسكري في موسكو بمناسبة عيد النصر. وأوضحت الدائرة الصحفية للديوان الرئاسي أن الزعيمين سيتبادلان الآراء حول تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وفي شمال إفريقيا، مع التركيز على الأوضاع في سوريا وليبيا وعلى آفاق تسوية نزاع الشرق الأوسط. كما من المتوقع أن تركز المحادثات على مسائل التصدي للإرهاب الدولي، إذ أكدت الرئاسة أن روسيا تدعم الجهود النشطة التي تبذلها مصر على هذا المسار، كما أنها مستعدة للمساهمة بشتى الوسائل في تعزيز القوات المسلحة المصرية والأجهزة الأمنية في هذه البلاد. وبالإضافة إلى القضايا الدولية، سيبحث الرئيسان مجمل العلاقات الروسية-المصرية بما في ذلك آفاق تعزيزها في المجال التجاري-الاقتصادي. وكانت الرئاسة المصرية قد أعلنت أن زيارة السيسي إلى موسكو ستستغرق 3 أيام خلال الفترة من 25 إلى 27 أغسطس الجاري. وأوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة علاء يوسف أن زيارة الرئيس إلى روسيا وعقده لقاء مع الرئيس الروسي تأتي في إطار العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين، وتعكس الإرادة المشتركة لتعزيز العلاقات الإستراتيجية بين البلدين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزا. وأضاف المتحدث الرسمي أن لقاء الرئيس مع الرئيس الروسي سيعقبه غداء عمل موسع بحضور وفدي البلدين يقيمه الرئيس الروسي تكريما للرئيس بالكرملين، وسيلي ذلك عقد مؤتمر صحفي مشترك يستعرض فيه الرئيسان نتائج المباحثات الثنائية وأهم الموضوعات التي تم تناولها. وأضاف يوسف أن زيارة السيسي إلى روسيا ستشهد عددا من اللقاءات مع كبار المسئولين الروس وعددًا من رؤساء كبريات الشركات الروسية. من جانب آخر، لم يستبعد مصدر قريب من المشاورات الروسية-المصرية، أن يتم اليوم التوقيع على اتفاقية بين الحكومتين لتشييد محطة كهروذرية في مصر، وذلك في أعقاب المحادثات بين بوتين والسيسي. وكانت الدولتان قد وقعتا على مذكرة تفاهم في مجال استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية خلال زيارة بوتين إلى مصر في أبريل الماضي، إذ تنص هذه المذكرة على بناء أول محطة كهروذرية في مصر، يتوقع إقامتها في بلدة الضبعة غربي مدينة الإسكندرية. وتأتي زيارة السيسي إلى موسكو في الوقت الذي تواصل فيها القيادة الروسية المشاورات على المستويين العالمين والإقليمي حول مبادرة الرئيس بوتين لتشكيل تحالف واسع لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي. وقال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي في مقابلة صحفية الأسبوع الماضي إن المبادرة الروسية الخاصة بتشكيل تحالف مناهض ل "داعش" تحظي بتأييد واسع في الغرب والشرق الأوسط، على حد سواء. وبالنسبة لمصر أصبح موضوع مكافحة الإرهاب الأكثر إلحاحا بعد سلسلة الهجمات الدامية في سيناء والتي شنها تنظيم "ولاية سيناء" الموالي ل"داعش". وفي هذا السياق دخل في مصر قبل أيام حيز التطبيق القانون المعدل لمكافحة الإرهاب بعد أن صادق عليه السيسي. وفي سياق تطابق موقفي البلدين حول ضرورة تشكيل جبهة موحدة لمواجهة الإرهاب، من المتوقع أن يتناول الرئيسان خلال محادثاتهما الأوضاع في ليبيا، حيث يكثف تنظيم "داعش" هجماته. كما أن مصر تعد شريكا هاما لروسيا في ما يخص المساعي الدولية لتوحيد صفوف المعارضة السورية تمهيدا لإطلاق مفاوضات شاملة مع دمشق. وكانت موسكو قد استضافت على مدى الأيام العشرة الماضية مشاورات مكثفة بهذا الشأن في العاصمة الروسية مع وزيري الخارجية السعودي عادل الجبير والإيراني محمد جواد ظريف، و3 وفود للمعارضة السورية. وقال بوغدانوف تعليقًا على آفاق استئناف عملية المفاوض بين الحكومة السورية إن نتائج لقاءات المعارضين السوريين في موسكو والقاهرة يجب أن تشكل قاعدة مشتركة لإجراء المفاوضات مع دمشق في إطار عملية "جنيف-3". وتعمل موسكو والقاهرة منذ سنتين على تعزيز علاقاتهما في شتى المجالات. وبدأت هذه العملية في نوفمبر عام 2013 باستحداث صيغة جديدة للتفاوض، بمشاركة وزراء الخارجية والدفاع في البلدين. وقام السيسي بأول زيارة له إلى موسكو للمشاركة في لقاء بهذه الصيغة في فبراير عام 2014 بصفة وزير الدفاع المصري. وبالتزامن مع تكثيف الحوار السياسي، يعمل الطرفان على تنشيط التعاون الاقتصادي ذي الأهمية الإستراتيجية بالنسبة للبلدين، نظرا لأهمية تدفق السياح الروس بالنسبة للميزانية المصرية، وتبعية مصر بتوريدات القمح من روسيا. تجدر الإشارة إلى أن الزيارة الأخيرة للرئيس بوتين إلى مصر في أبريل الماضي شهدت توقيع ثلاث اتفاقيات مهمة، من بينها مذكرة للتفاهم من أجل إقامة محطة نووية للأغراض السلمية في منطقة الضبعة غرب البلاد. وبالإضافة إلى التعاون الاقتصادي، يتجه البلدان لتعزيز العلاقات في مجالات أخرى، ولاسيما في المجال العسكري التقني. وفي يونيو الماضي جرت أول مناورات بحرية مشتركة بين البلدين في البحر الأبيض المتوسط. ويذكر أنه في الآونة الأخيرة وقعت مصر وروسيا عقودا لتوريد معدات عسكرية تقدر قيمتها بأكثر من ثلاثة مليارات دولار.