قال علي كرتي وزير الخارجية السوادني أن الجامعة العربية وأمينها العام بريئان من أية مسئولية عن فصل الجنوب، جاء ذلك ردا علي سؤال ل "بوابة الأهرام" عن الاتهامات الموجهة للجامعة العربية وأمينها العام عمرو موسى بالمسئولية عن انفصال الجنوب. وأكد كرتي في مؤتمر صحفي مع موسي عقب مباحثات بينهما أن هذا الانفصال تم لأنه كانت هناك ارادات أخري ممن ضغطوا وخططوا ودبروا ومولوا من أطراف أجنبية، مما كان له الأثر والدور الكبير لتحقيق وتنفيذ هذا الانفصال، لافتا الي أنها كانت ارادة وخيار أهل الجنوب أيضا الذين صوتوا لها. ولفت موسي الي أن زيارة كرتي للجامعة جاءت خصيصا من أجل توديعه والشهادة للدور الذي لعبته الجامعة خلال السنوات العشر الماضية تجاه السودان وقضاياه، وأشار موسي الي أنها كانت مناسبة للتشاور حول موضوعات عديدة علي رأسها العلاقات المصرية- السودانية التي شهدت طفرة ونشاطا كبيرا خلال العهد الجديد وبعد ثورة 25 يناير، مشددا علي أن هذه العلاقات تشكل اهتماما خاصا له، وأنه يقف الي جانب خانة هذه العلاقات. وأثني وزير الخارجية السوداني علي دور وجهود الأمين العام للجامعة العربية، مؤكدا أن زيارته للقاهرة جاءت من أجل إبداء الشكر والتقدير للأمين العام حيال كل ما قام به خلال الفترة الماضية سواء وهو وزير للخارجية، أو انتهاء بفترة توليه مسئولية الجامعة. وأشار كرتي إلي أنه جاء "شاكرا وشاهدا"، مشيدا بالدور الذي لعبته الجامعة في هذه السنوات تجاه السودان وقضاياه، وأنه بات خلالها يشعر بأنه ينتمي لهذه الأمة بعد أن كان يشعر بالعزلة عنها. وفيما اعتبر أن إنهاء ملف اختيار الأمين العام الجديد وتجاوز الخلاف حوله تم بحكمة أثني كرتي علي دور كل من الجامعة ومصر وقطر والدول العربية في هذا الصدد، معتبرا أنها المرة الأولي التي تتعامل الدول العربية بحكمة والتوافق مما حفظ لها شخصيتها ومكانتها، آملا أن تنتصر الارادة العربية وأن يستمر التعاون بهذا المستوي في كل المجالات مما يسهم في انجاح مسيرة العمل العربي المشترك. وردا علي سؤال حول تطورات مفاوضات الدوحة بين فصائل دارفور والحكومة كشف كرتي عن أنه أبلغ موسي بنتائج ما تم من خطوات في شأن هذه القضية، مؤكدا مواصلة الحكومة مفاوضات الدوحة مع من يريد السلام من هذه الحركات، وآملا بالتوصل الي توافق وأن تتوجه بقية الفصائل إلي العاصمة القطرية. ولفت كرتي إلي وجود جهود كبيرة تبذل من خلال هذه المفاوضات، كما أنه طلب من الأمين العام أهمية استمرار الدعم الانساني من جانب الجامعة لتنفيذ خطط التنمية في دارفور، مشيرا الي استمرار الحكومة السودانية في جهودها بهذا الشأن ولأجل تحقيق الاستقرار واجراء الاستفتاء في موعده المقرر منذ توقيع الاتفاق، معتبرا أن تحسن العلاقات مع تشاد من شأنه أن يسهم في التوصل الي حل لمشكلة دارفور. وعما اذا كان قد ناقش مبادرة معينة مع الأمين العام بشأن ليبيا نفي كرتي ذلك، كما نفي وجود أية مبادرات عربية أو دولية في الوقت الراهن بهذا الصدد، معتبرا أنها لن تغير من الوضع الجاري في ليبيا لأنه تخطي هذه المبادرات، آملا أن تنتهي العمليات العسكرية الجارية بما يحفظ لليبيا وحدتها وسلامة أراضيها.