قالت د.زبيدة عطا الله أستاذة تاريخ العصور الوسطى بكلية الآداب جامعة حلوان وزوجة الكاتب الراحل فتحي غانم إن غانم أول من تنبأ بتوسع وسيطرت التيارات الدينية المتطرفة، خاصة في روايته "الأفيال" التي تناول فيها التيار الإسلامي المتطرف بتوسع، وكيف سيتحول إلي أداة تستخدم ضد المجتمع، وتنبأ بموجة الإرهاب في السبعينيات،التي انتهت باغتيال السادات. جاء هذا خلال الجلسة الافتتاحية لندوة "فتحى غانم مبدع لم يفقد ظله" التي أقامتها لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة صباح اليوم بقاعة المؤتمرات بمقر المجلس. شارك بالندوة الكاتب خيرى شلبى مقرر لجنة القصة بالمجلس، ود. عز الدين شكرى أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، ود. زبيدة عطا ممثلة عن أسرة غانم. وأكدت زبيدة أن غانم تعرض لظلم كبير من الإعلام خاصة عندما تحولت رواية "الأفيال" إلى مسلسل تليفزيوني، لكن الرقابة آنذاك قامت بحذف أكثر من عشر حلقات من المسلسل، وعندما عاتب غانم المسئولين علي هذا وطالب برجوع المشاهد حتي تعبر عن رؤيته الحقيقية، أخبروه بأن أشرطة هذه الحلقات تم مسحها، لذا لا يعبر المسلسل عن الرواية الأصلية. وأشارت زبيدة إلي أن روايات غانم كانت دائما مثار جدل، لأن المتابعين كانوا يبحثون عن شخصيات أعماله علي أرض الواقع، وأكدت أنه رغم توليه لمناصب عدة في الصحافة فإن غانم كان يقول إنه روائي وفنان عمل بالصحافة. ويمثل كتاب "المثقفين والسلطة" تجربته الشخصية مع السلطات المتوالية من خلال مناصبه، كما أنه كان مصرا على التواصل مع جمهوره لآخر لحظة، إذ أملاني وهو على فراش المرض مقالاته، حتي إن البعض عندما شاهدوا المقالات ورأوا الخط مختلفا قالوا إن غانم يكتب بيد مرتعشة، لكن في الحقيقة أنا التي كنت أكتبها عنه. ومن جانبه قال د. عز الدين شكري: أنا من أشد المعجبين بكتابات فتحي غانم وقارئ جيد له، لكني اكتشفت أن هناك علاقة أخرى بيننا وهي ما كتبها الناقد الراحل فاروق عبد القادر عن روايتي وقال إنني أخذت من غانم كيفية صياغة الفرد والنموذج معا، وهذا يوضح أن كل ما يقال عن التواصل في الحياة المصرية هو متمثل في التواصل بين الأجيال، أدركنا هذا أم لم ندركه، لكن هذا أحد أدوار المجلس التي يجب أن نوفرها وهي الحوار والتواصل بين الأجيال المختلفة. أما الكاتب خيري شلبي، فاكتفى أن يصف أعمال غانم بالعدسة المكبرة التي تكشف تفاصيل الواقع.