وصفت وزيرة دفاع إيطاليا روبرتا بينوتى مصر بالدولة الكبيرة القوية التي لديها تاريخ عتيق، وتحمل ثروة بشرية تصل الي قرابة 90 مليون مواطن.. موضحة أن إيطاليا تريد مصر قوية باستمرار وصامدة راسخة، فهذا مهم لإيطاليا لدعم العلاقات الثنائية. جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقده المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم، مع وزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتى، في إطار زيارته للعاصمة الإيطالية روما، بحضور رئيس أركان القوات المسلحة الإيطالي، والسفير المصري بإيطاليا، وعدد من المسئولين، وذلك فى بداية سلسلة من اللقاءات التي يعقدها مع كبار المسئولين الايطاليين. وأعربت الوزيرة الإيطالية عن تثمين بلدها للجهود الأمنية التي تبذلها مصر حاليًا لمواجهة الإرهاب، والجهود الثقافية المبذولة حاليا، لنؤكد للعالم كله أن الإسلام دين لا علاقة له بالتطرف والإرهاب، ولكنه دين محبة وسلام، مؤكدة أن إيطاليا تعتبر من يقومون بهذه الأفعال قتلة. كما تقدمت وزيرة الدفاع الايطالية بالشكر لرئيس الوزراء، وعبرت عن سعادتها وشكر الشعب الإيطالي لمصر وشعبها بعد التعاطف الواضح الذي أعقب حادث انفجار القنصلية الإيطالية ، كما تقدمت بالشكر لرئيس الوزراء على زيارته السريعة لموقع الحادث، وقرار الحكومة المصرية ترميم القنصلية، وأكدت أن هذا الحادث لم يستهدف إيطاليا كدولة، ولكنه استهدف علاقة الصداقة بين الشعبين المصري والإيطالي، فنحن في زياراتنا لمصر نشعر بأننا لسنا في دولة صديقة، بل في دولة شقيقة، وأنا متأكدة أن هذه هي نفس مشاعر المصريين. وقالت الوزيرة الإيطالية : نقدر المعاناة التي يتعرض لها الشعب المصري ، وكل من يفقدون ذويهم من أفراد الجيش والشرطة المصرية، جراء العمليات الإرهابية، وهنا قاطعها رئيس الوزراء قائلا: الشعب المصري يضرب المثل فى كونه يحارب الإرهاب ليس دفاعا عن مصر فقط، ولكن دفاعا عن العالم كله، وأنا رأيت نماذج من أفراد الجيش والشرطة الذين أصيبوا في بعض الأحداث الإرهابية مصرون على مواصلة المواجهة مع الإرهاب، دفاعا عن مصر والعالم، فردت الوزيرة: هذا خير دليل على القوة والعزيمة التي تتحلى بها قواتكم. وأكدت وزيرة الدفاع الإيطالية أنها تتولى منصبها منذ سنة ونصف تقريبا، وتدرك أن مصر وايطاليا تجمعهما علاقات وطيدة، تجسدها كثافة الزيارات المتبادلة في الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أن حضور رئيس الوزراء رينزى مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي دليل على رغبتنا في مساندة مصر اقتصاديا، وتنمويا، بخلاف الدعم في النواحي الأمنية. وأشارت الوزيرة إلى العلاقات الوثيقة التي تربط بين البلدين في مختلف المجالات ، مضيفة: لدينا علاقات مع القوات المسلحة المصرية، ومستعدون لتقديم خبراتنا في مجالات مواجهة الإرهاب ، لأننا نعتقد أن مصر شريكة وحليفة لنا. من جانبه، رحب المهندس إبراهيم محلب بقوة الدفع التي تشهدها العلاقات الثنائية بين مصر وايطاليا، على نحو ما يعكسه توالي الزيارات رفيعة المستوى المتبادلة خلال الشهور الماضية، مشيرًا إلى الاهتمام بمواصلة التنسيق بين البلدين حول القضايا المتصلة بتصاعد ثقل التيارات الأصولية المتطرفة سواء في شمال إفريقيا أو الشرق الأوسط، في ظل الأوضاع التي تشهدها ليبيا، وسوريا، والعراق، والاستفادة من قوة الدفع الحالية في العلاقات، والتي تعززت بعد زيارة وزيرة الدفاع الإيطالية لمصر في نهاية 2014. وأكد رئيس الوزراء أن التفجير الإرهابي الأخير الذي استهدف القنصلية الإيطالية بالقاهرة يوم 11 يوليو 2015 لن يزيدنا إلا إصراراً على القضاء على الإرهاب، وتوجه بالشكر على تصريحات رئيس الوزراء الإيطالي ومختلف المسئولين الإيطاليين التى عبرت عن التأييد ومساندة القيادة السياسية المصرية، والتضامن مع مصر في مواجهة الإرهاب. وأشار إلى أن مصر تقوم بتوفير الأمن اللازم للسفارات الأجنبية بالقاهرة تنفيذاً لالتزاماتها في هذا الشأن، منوها إلى انه بعد ساعة واحدة من وقوع الحادث كان فى موقع القنصلية، وتم إصدار قرار بتحمل الحكومة المصرية لتكاليف إصلاح مبنى القنصلية الإيطالية. كما أكد المهندس إبراهيم محلب أهمية تكثيف التعاون المشترك وتعزيز التنسيق بشأن مواجهة تنظيم "داعش"، وكذا التنظيمات الإرهابية الأخرى بالمنطقة ، وارتباط مكافحة تلك التنظيمات بشكل مباشر بالأمن القومي المصري، والأمن الإقليمي. وأشار رئيس الوزراء أيضاً إلى أهمية التصدي لتفاقم ظاهرة المقاتلين الأجانب ، والى الدور المهم الذي يمكن أن يقوم به الأزهر الشريف، وكذا الرموز الدينية والشخصيات العامة المصرية في مواجهة الأفكار المتطرفة، معربا عن استعداد مصر لإيفاد علماء الأزهر الشريف لايطاليا لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين الإسلامي السمح ، وهو ما رحبت به وزيرة الدفاع الإيطالية، قائلة: هذه فكرة ممتازة. وفيما يتعلق بظاهرة الهجرة غير الشرعية ، أكد ضرورة معالجة هذه الظاهرة بشكل شامل ومعالجة جذورها المتعلقة بشكل أساسي بالتنمية والهجرة الشرعية، كما ترتبط أنشطة الجريمة المنظمة بظواهر الإرهاب وتدفق السلاح والمقاتلين الأجانب، نظراً لاعتماد جزء من تمويل الجماعات الإرهابية على عوائد أنشطة الجريمة المنظمة ومنها الاتجار فى البشر. كما أكد على مطلب مصر من دول الاتحاد الأوروبي بالعمل على مكافحة تدفق السلاح والمقاتلين الأجانب إلى الميليشيات المسلحة فى ليبيا، وذلك لمكافحة الوضع الأمني المتدهور الذي ينعكس سلباً على زيادة أنشطة الجريمة المنظمة، وضرورة التنسيق الثنائي في هذا الشأن. من جانبه، قدم رئيس أركان القوات المسلحة الإيطالية ، خالص التعازي عن شهداء القوات المسلحة في العمليات الإرهابية بسيناء، مشيرًا إلى أن التعاون مع مصر في النواحي الأمنية ركيزة أساسية، وهناك تفاهم كبير بين القوات المسلحة الإيطالية والمصرية. وفى نهاية اللقاء، أكد المهندس إبراهيم محلب على أهمية الاستمرار في التنسيق في جميع المواقف، خاصة أن المخاطر التي تواجهنا واحدة، ومصالحنا مشتركة.