عقد مجلس الوزراء الكويتي اجتماعًا استثنائيًا برئاسة الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، لمتابعة تداعيات حادث تفجير مسجد الإمام الصادق بمدينة الكويت. وصرح وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح، بأن مجلس الوزراء استعرض تفاصيل حادث التفجير الإرهابي الغادر على مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر عند صلاة ظهر اليوم الجمعة، وما نتج عن ذلك من استشهاد وإصابة العشرات. وأكد العبد الله أن وجود أمير الكويت وولى العهد في موقع الحادث فور حدوثه لمتابعة التطورات وتفقد نتائجه، رسالة بليغة إلى رفض أهل الكويت جميعًا هذا العمل الإجرامي الذي استهدف الكويت كلها. حيث أبدى أمير الكويت إدانته واستياءه لهذا العمل الإرهابي الذي طال المصلين الآمنين في المسجد خلال هذا الشهر الكريم، وقال إن هذا العمل إجرامي وإرهابي والإسلام براء منه ويهدف إلى بث الفرقة والفتنة وزعزعة الأمن في البلاد، وأن المجتمع الكويتي يقف صفًا واحدًا في مواجهة هذه المحاولات الدنيئة، وأن كل كويتي يدرك حقيقة غاياتها وأهدافها الخبيثة. كما أعرب أمير الكويت عن خالص العزاء والمواساة لأسر الشهداء والضحايا، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين. وأضاف وزير شئون مجلس الوزراء أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حث وزارة الداخلية لكشف المسئولين والمتورطين عن هذا الحادث ومحاسبة كل من تسول له نفسه ترويع الآمنين. من جانبه بين رئيس مجلس الوزراء للمجلس أن ما حدث اليوم خلال تأدية المواطنين والمقيمين فريضة صلاة الجمعة في الشهر الكريم قامت به قلة شاذة ممن امتلأت قلوبهم بالحقد والبغضاء وانعدام الرحمة وخلت نفوسهم من مبادئ إسلامنا الحنيف وتعاليمه السمحاء، بهدف تعكير صفو هذه الأجواء الطيبة وتنفيذ أبشع جريمة، وهي قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، واستهداف الدمار والتخريب وترويع الآمنين والعبث بأمن الوطن واستقراره. وقد قدم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد خالد الحمد الصباح تقريرًا عن الحادث استعرض فيه تفاصيل الانفجار ومجرياته والإجراءات التي اتخذتها الأجهزة الأمنية لكشف ملابساته وتحديد مرتكبيه والمشاركين فيه والمحرضين عليه. كما بين أن جميع رجال وزارة الداخلية وكل الأجهزة الأمنية مستنفرة للذود عن أمن البلاد وتأمين جبهتها الداخلية وحماية أرواح جميع من يعيشون فوق ثراها، كما عرض وزير الداخلية الإجراءات الاحترازية الفورية التي اتخذتها الوزارة بالتنسيق مع الجهات المعنية لحماية دور العبادة والمساجد. وأكد مجلس الوزراء الكويتي -عبر تصريحات للشيخ محمد العبد الله- أن الإرهاب الأسود الذي لا وطن ولا دين له لن ينال من وحدة الشعب الكويتي وعزيمته ولن يمس ثوابت هذا المجتمع أو وحدته الوطنية وستظل الكويت واحة أمن وأمان لجميع المقيمين على أرضها، مشددًا على ضرورة اتخاذ كل ما من شأنه اجتثاث هذه الآفة وإعلان المواجهة الشاملة بلا هوادة مع هؤلاء الإرهابيين دعاة التكفير والضلال، وأنه لن يقبل أبدًا تهديد أمن الكويت وإرهاب أهلها وتعطيل مسيرتها، وأنه لن يسمح لبذور الفتنة أن تنمو في أرضنا الطيبة أو بتضليل الشباب المخلصين بالأوهام والافتراءات، ولن يتهاون إزاء الانحرافات المهلكة والتجاوزات المدمرة تحت أي مبرر. ووجه مجلس الوزراء الأجهزة الأمنية بالضرب بكل قوة وحزم على من تسول له نفسه محاولة المساس بأمن الوطن وسلامة المواطنين والمقيمين، معبرًا عن عظيم الفخر والاعتزاز إزاء ما تشهده البلاد من مشاعر الوحدة الوطنية الصادقة والتي تجسد بحق أهم خصائص وقيم المجتمع الكويتي في حرصه على تماسكه ولحمته في مواجهة التحديات التي تستهدف الوطن وكيانه ووحدته. كما استمع مجلس الوزراء إلى تقرير قدمه وزير الصحة الدكتور علي سعد العبيدي بما اتخذته وزارة الصحة من إجراءات لسرعة علاج الجرحى والمصابين في هذا الحادث الأثيم، وأشار العبد الله إلى أن أمير الكويت أمر بإعلان الحداد الرسمي يوم غدٍ السبت حدادًا على شهداء هذا الحادث الأليم..