قال الكاتب الأمريكي ديفيد إجناتيوس إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يقترب من نقطة اللاعودة خاصة مع ما وصفه خبراء أمريكيون بأنه أكثر الضغوط كثافة منذ الأيام الأولى لاندلاع الصراع المستمر منذ أربع سنوات، مما يطرح خيارات قاسية أمام أمريكاوروسيا وإيران والدول المجاورة لسوريا. وأضاف إجناتيوس - في سياق مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة - أنه بحسب مسئول في الاستخبارات الأمريكية، فإن "استنادًا إلى الاتجاهات الحالية، آن الأوان للبدء في التفكير بسوريا ما بعد الأسد"، لافتة إلى أنه حتى عهد قريب، وصف المحللون الأمريكيون، الوضع هناك على أنه في حالة من الجمود، غير أن مكاسب المعارضة المسلحة على مدى شهر مايو الماضي في شمال وجنوبسوريا، بدأت في ترجيح كفة الميزان. وأوضح أن المسئولين الأمريكيين ينظرون إلى تصاعد الضغوط على الأسد من أربعة اتجاهات؛ أولهما استيلاء ائتلاف المعارضة المسلحة الجديد المعروف باسم "جيش الفتح"، الذي تدعمه تركيا والسعودية وقطر، على عاصمة محافظة إدلب في أواخر مايو الماضي، وثانيهما القتال بشراسة مع جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، إلى جانب ائتلاف جيش الفتح، وثالثهما، المكاسب التي أحرزتها المعارضة المسلحة المعتدلة المعروفة باسم "الجبهة الجنوبية"، المدعومة من جانب الولاياتالمتحدة والأردن، أخيرًا وسيطرتها على بعض الأراضي جنوبسوريا، وأخيرا "داعش"، التنظيم الأشرس على الإطلاق، الذي يطوف شوارع شمال ووسط وشرق سوريا. ووفقًا للمسئول الاستخباراتي الأمريكي، فإن "الأسد يواجه خيارات صعبة مع تصاعد الخسائر التي يتكبدها في ساحة المعركة"، موضحا أنه مع زيادة الضغوط، يتخذ بعض مؤيدي الأسد الاحتياطات اللازمة، حيث أفادت تقارير إخبارية بأن روسيا قامت بإجلاء بعض رعاياها من موطن الأسد الأصلي في "اللاذقية" التي تقع في شمال غرب سوريا، وفي الوقت نفسه، يسعى بعض أعضاء دائرة الأسد للحصول على تأشيرات خارج البلاد في إطار استعدادهم لاحتمالية سقوط نظام الأسد. ورأى إجناتيوس أن الضغط الذي تشكله المعارضة المسلحة على الأسد، يطرح بعض المشاكل الشائكة بالنسبة للولايات المتحدة أيضا، نظرا لأن الجماعات الجهادية - التي تعتبرها أمريكا جماعات متطرفة - هي من حققت العديد من المكاسب الأخيرة في ساحة المعركة، ومنهم جبهة النصرة وداعش، ويخشى بعض المسئولين الأمريكيين من أنه في حال انهيار الأسد، ستندفع هذه الجماعات المتطرفة لسد الفراغ - مما سيزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة. ووفقًا لإجناتيوس، لا يزال تركيز إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ينصب على تسوية دبلوماسية، ويقول مسئولون أمريكيون إن موسكو وطهران ستدركان في نهاية المطاف أن الكثير من الضغوط على الأسد، التي تمارسها العديد من الجماعات الجهادية الخطيرة، ستدفعهم إلى قبول المفاوضات للانتقال السياسي بعيدا عن النظام السوري الحالي. وأشار في ختام مقاله إلى أن المسئولين الأمريكيين يأملون في أن يطرأ مثل هذا التغيير على روسيا وإيران، بيد أنه بعد مرور أربع سنوات على بداية هذه الحرب البشعة، لا يعد الأمل إستراتيجية حيث لم تتمكن الولاياتالمتحدة، حتى الآن من تشكيل قوة معتدلة موثوق بها تتمكن من الإطاحة بالأسد وحكم سوريا من بعده.