التقي سامح شكري وزير الخارجية، صباح اليوم الخميس، وزير الخارجية والتجارة المجري بيتر سيارتو، حيث اجتمعا، بشكل منفرد، قبل أن ينضم الوفدان إليهما في جلسة مباحثات رسمية موسعة. وقد استهل الوزير المجري اللقاء بالترحيب بالوزير شكري والوفد المرافق، وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي، أن المباحثات بين الوزيرين ركزت في البداية علي تناول العلاقات الثنائية في مختلف أبعادها ومجالاتها والإرادة السياسية المتوافرة لدي البلدين للعمل علي تطوير وتعميق هذه العلاقات في مختلف المجالات، بما يتناسب مع مكانة البلدين والروابط التاريخية التي تجمع بينهما. وأضاف المتحدث، أن الوزير شكري أكد، في بداية المباحثات، اهتمام مصر بتطوير علاقاتها مع المجر، وتقديرها لمواقفها الداعمة لإرادة الشعب المصري قي 30 يونيو، منوها لما تحققه مصر من إنجازات علي مستوي عملية التحول الديمقراطي وقرب إجراء الانتخابات البرلمانية، وما تحقق من نجاح علي المستويات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية رغم الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب. ونوه شكري لأهمية مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي من حيث مستوي وكثافة المشاركة، والنتائج التي تمخضت عنه في مجالات جذب الاستثمارات الأجنبية إلي مصر. وقال عبد العاطي، إن الوزير المجري أكد، خلال اللقاء، أن بلاده تنظر إلي مصر باعتبارها أهم دولة في منطقة الشرق الأوسط، وتطلعها لمزيد من تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، مشيرا إلي زيادة التبادل التجاري بين البلدين في العام الماضي بنسبة 66%، وزادت هذا العام بنسبة 17%، وتقديم ضمانات من بنك الصادرات المجري بمبلغ 20 مليون دولار، لدعم الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر في مصر. وأشاد الوزير المجري بما تحققه مصر من إنجازات سياسية واقتصادية في الفترة الأخيرة، والدعم الكامل الذي يحظي به الرئيس السيسي من الشعب المصري، مضيفا أن الشعب المصري هو بمفرده الذي يستطيع تقييم تجربته السياسية دون تدخل من الخارج. وأوضح أن بلاده تعاني مثل مصر سياسة ازدواجية المعايير في ملفات كثيرة، مثل حقوق الإنسان، وتجاهل العالم لخطر الإرهاب، وما تمثله جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية من خطر. وقد قدم تعازي بلاده في ضحايا الإرهاب في مصر، وضحايا الحادث البشع في ليبيا، مجددا تضامن المجر الكامل مع مصر في حربها ضد الإرهاب. وأكد دعم بلاده لتحول مصر إلي دولة عمليات في إطار البنك الأوروبي للإعمار والتنمية، مؤكدا أهمية توثيق التعاون بين البلدين في مجالات النقل وتوريد القطارات لمصر في إطار تحديث قطاع السكك الحديدية في مصر. وأشار إلي تطلع المجر لعقد اللجنة الاقتصادية المشتركة قريبا، منوها لتقديم المجر 100 منحة دراسية لطلبة مصريين في مختلف المجالات، بما فيها العلمية، ومشاركة 500 رياضي مصري في معسكرات تدريب، أو المشاركة في مسابقات بها بالعام الماضي. وأوضح المتحدث، أن الوزيرين تشاورا خلال الاجتماع حول مجموعة من الموضوعات والقضايا الإقليمية، وفي مقدمتها المقترح المصري الذي وافقت عليه القمة العربية الأخيرة بإنشاء قوة عربية مشتركة بهدف الردع، ومواجهة التحديات ومحاربة الإرهاب. كما ناقشا بشكل مفصل تطورات القضية الفلسطينية، والحرب الجارية ضد ظاهرة الإرهاب، للقضاء علي الفكر المتطرف في إطار منهج شامل، فضلا عن تطورات الأوضاع في اليمن، والتطورات في ليبيا والمنطقة. وذكر عبد العاطي، أن الوزير شكري تناول، أيضا، استعداد مصر للدخول في برامج للتعاون الثلاثي بين البلدين موجها لإفريقيا، للاستفادة من دور الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية. وعقب الوزير المجري بالأهمية التي يوليها للعلاقات مع إفريقيا في إطار توجه الاتحاد الأوروبي لتطوير العلاقات مع دول جوار الجنوب، ومن بينها الدول الإفريقية، وأهمية أن تكون مصر بوابة المجر إلي إفريقيا. وأعقب اللقاء مؤتمر صحفي مشترك، تناول مضمون جلسة المباحثات، وما دار خلالها ونتائجها، وأكد الوزير شكري أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين وما تشهده مصر من تطورات إيجابية علي المستوي السياسي وعملية التحول الديمقراطي وفي المجالات الاقتصادية والأمنية في الفترة الأخيرة، وتطلعهما لمزيد من تعميق التعاون بين البلدين وبين مصر والاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والسياحية والاستثمارية. وذكر المتحدث أن الوزير المجري أكد، في المؤتمر الصحفي، أن استقرار مصر من استقرار العالم في ضوء مكانتها الإقليمية والدولية، مجددا دعم بلاده الكامل لمصر في حربها ضد الإرهاب. وتم في نهاية اللقاء التوقيع علي الإطار التنفيذي لاتفاق التعاون الثقافي بين البلدين، لدعم العلاقات الثقافية بين الشعبين الصديقين، والاستفادة من المنح التي تقدمها المجر للطلبة والشباب المصري.