كشفت رسالة دكتوراة أن الإنترنت أحدث تغييرًا فى مفهوم الدعاية السياسية للأحزاب ، حيث قامت الأحزاب السياسية بإنشاء مواقع إليكترونية خاصة بها، وصفحات على الفيسبوك للتسويق لأفكارها ومبادئها، وكذلك نشر أهم الأنشطة التى تقوم بها سواء التدريب والتثقيف السياسي، أو التعريف بالمرشحين، وكذلك دعم مرشحين بأعينهم، وكذلك قناة يوتيوب خاصة بكل حزب على حدة. جاء ذلك في رسالة أعدتها الزميلة سامية أبو النصر، كدراسة تحليلية لعينة لثلاث مواقع إلكترونية هي الوفد، والأهالي، والوسط، وكذلك قامت بعمل دراسة ميدانية لعينة مكونة (450) مفردة من الشباب الجامعي مستخدمي الإنترنت بشكل عام؛ لأننا وجدنا صعوبة فى إيجاد شباب من مستخدمى مواقع الأحزاب السياسية الإليكترونية، لخمس جامعات مصرية {100) جامعة القاهرة، (100) جامعة عين شمس، (100) جامعة أسوان كنموذج لجامعة من الصعيد و100 جامعة قناة السويس و50 جامعة الأهرام الكندية. واحتلت المواقع الإلكترونية التى تعتمد على الوسائط المتعددة مكانة بجانب الصحافة المطبوعة، وأصبح لها دور كبير وبارز فى الدعاية الانتخابية، ومن هنا تأتى أهمية الدراسة فى التعرف على دور شبكة الإنترنت من خلال توظيف مواقع التواصل الاجتماعى (الفيس بوك والتويتر)، والمواقع الإليكترونيةالخاصة بالأحزاب، وكذلك الصحف الإليكترونية الخاصة بهذه الأحزاب فى التعريف بالمرشحين، وبرامج الأحزاب السياسية، وسبل جذب الناخبين وتوعيتهم بأهمية المشاركة فى الانتخابات البرلمانية. كما أظهرت نتائج الدراسة الميدانية وفقًا لمتغير "الانتماء لأى حزب سياسى" أن الأغلبية أفادت بعدم الانتماء، وذلك بنسبه (87.5%)، فى حين بلغت نسبة الانتماء على ذلك (12.5%)، وفقًا لردود عينة الدراسة، مما يدل على ضعف الأحزاب السياسية التى وصل عددها لما يقرب من 90 حزبًا، ومعظمها يرأسها رجال أعمال أى أن الحزب يدور حول شخصية رئيس الحزب. وطالبت بعدة توصيات منها: - إصدار نص قانوني ينظم قانون الصحافة والنشر الإلكتروني، دون المساس بحق الصحفي أو المدون العادي في الوصول إلى المعلومة،العناية باتجاهات مستخدمي الإنترنت، خاصة الشباب الجامعي وتنميتها بمختلف الوسائل التى تساعد على زيادة قدرة الثقة في المدونات الإلكترونية، وزيادة درجة مصداقيتها، وذلك عن طريق نشر موضوعات ذات أهمية وفائدة لهم. كما أوصت دراسة كيفية تطوير وتصميم المواقع المصرية في ضوء التطورات التكنولوجية الحديثة فى الجامعات المختلفة، وإرسالها للجهات المتخصصة فى هذا الشأن، مؤكدة ان تجربة الصحافة الحزبية ومواقع الأحزاب السياسية تجتاج إلى مزيد من الدراسات لتقييمها، ومعرفة التجاوزات التى تؤخذ عليها، سواء فى إطارها الخاص كمصرف أو فى إطار تقييم تجربة التعدد الحزبى والمناخ السياسى القائم، والذى يعكس سيطرة الحكومة على باقى الأحزاب. الجدير بالذكر أن الكاتبة سامية أبوالنصر من خريجى جامعة عين شمس، ولها العديد من المؤلفات مثل المرأة عبر العصور والإعلام والعمليات النفسية والصحافة الإليكترونية، وثورة الفيس بوك، ومصر بين ثورتي تصحيح أم تسطيح، وحصلت على الدكتوراه فى الإعلام من جامعة عين شمس معهد الدراسات العليا للطفولة، عن رسالتها المقدمة بعنوان "استخدام طلاب الجامعات لمواقع الأحزاب السياسية المصرية وعلاقته باتجاهاتهم نحوها".