ينغمس المقاتلون الحوثيون وأولئك الموالون للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في صراع على السلطة يقول دبلوماسيون إنه قد يشد إليه المملكة العربية السعودية ومنافستها الرئيسية في المنطقة.. إيران. والصراع الدائر بين الجماعة الشيعية التي تتخذ من الشمال مقرًا لها وبين مؤيدي الرئيس ومعظمهم من السنة في الجنوب يهدد بتقويض ما تبقى من دولة يمنية أنهكتها سنوات من الفساد وسوء الإدارة وسلسلة من المنازعات. أما إذا تطور الموقف لما هو أسوأ ونشبت حرب طائفية مع قوى خارجية تدعم الطرفين المتصارعين فستتفاقم معاناة إنسانية مؤلمة بالفعل في البلاد وستحيق المخاطر بممرات ملاحية إستراتيجية. * الطائفية تهدد الأزمة السياسية بمواجهة بين الطائفتين المسلمتين الرئيسيتين باليمن. فالمذهب الزيدي الشيعي هو المذهب السائد في المناطق الشمالية في حين تمثل المدرسة الشافعية السنية مذهب الغالبية في الجنوب والشرق. لكن -وعلى النقيض مما هو الحال في سوريا والعراق- يصلي أتباع المذهبين في نفس المساجد وظلت السكينة سمة التعايش بينهما على مدى قرون. وينتمي الحوثيون للطائفة الزيدية ويقولون إنهم لا يحملون أجندة طائفية. وهم يصفون سيطرتهم على معظم أنحاء البلاد بأنه ثورة تمثل كل أبناء اليمن. لكن الأحزاب السنية والقبائل ترفض هذا. * الملاحة البحرية بعث خطر الحرب الخوف على أمن إمدادات النفط المارة بمضيق باب المندب الذي يعد بوابة حيوية لعبور موارد الطاقة إلى أوروبا وآسيا والولايات المتحدة. وعبرت المضيق أكثر من 3.4 مليون برميل من النفط يوميا عام 2013 وفق بيانات الإدارة الأمريكية لمعلومات الطاقة. وإغلاق المضيق الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب قد يعوق الناقلات القادمة من الخليج عن الوصول لقناة السويس أو خط أنابيب سوميد مما يجعلها تلف حول رأس الرجاء الصالح. وتقول مصر إنها لن تتخذ موقف المتفرج إن تعرضت مصالحها للخطر. * النزعة الانفصالية بالجنوب يقول الانفصاليون في الجنوب إن أهل الشمال الذين يتخذون من صنعاء مقرا للإدارة فاضلوا بين أبناء الشمال والجنوب واغتصبوا مواردهم منذ وحدة شطري اليمن عام 1990. ورغم أن هادي قاد المجهود الحربي الشمالي في الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب عام 1994 فقد لقي ترحيبا في عدن منذ فر من العاصمة الشهر الماضي. * التشدد والقاعدة بالجنوب اليمن هو مقر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.. أحد أكثر فروع التنظيم طموحا. وعلى مدى سنوات نفد التنظيم هجمات بالقنابل والأسلحة النارية استهدفت الدولة اليمنية وخطط لنسف طائرات ركاب متجهة للولايات المتحدة وأعلن مسؤوليته عن هجوم على مجلة شارلي إبدو في باريس أودى بحياة 12 شخصا في يناير كانون الثاني. واستولى التنظيم على أجزاء نائية بالجنوب والشرق ويتأهب لاقتناص أي فرصة قد تلوح إذا استمر الانشقاق داخل الجيش اليمني ووهنت حملته العسكرية على التنظيم. * التدخل الأجنبي وسط حالة الضعف والفقر والانقسام بين زعماء قبليين يتسمون بلين العريكة ظل اليمن لعقود عرضة لتيارات النفوذ الخارجي. وسعت جارته الشمالية السعودية للحفاظ على هدوئه من خلال تمويل حلفاء وشيوخ قبليين. أما إيران فلاعب جديد على الساحة يقول مسئولون يمنيون وإيرانيون إنه يدرب ويسلح ويمول الحوثيين. لكن الحوثيين ينفون تلقي أي تدريب عسكري من إيران. * الأمن الحدودي تشعر المملكة العربية السعودية -أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم- بالقلق من وجود الحوثيين على حدودها الجبلية الجنوبية. وأجرى الحوثيون تدريبات على الحدود السعودية باستخدام أسلحة ثقيلة اقتنصوها من الجيش اليمني هذا الشهر مما أثار توترا مع الرياض. وشدد مسئولون خليجيون عرب هذا الأسبوع على أن "أمن دول مجلس التعاون الخليجي وأمن اليمن هو كل لا يتجزأ" مما يثير احتمال تدخل عسكري. * الأزمة الإنسانية ما من شك في أن ضعف الحكومة المركزية سيفاقم الفقر المزمن ونقص التنمية باليمن. وتقول مصادر يمنية وغربية إن السعودية أوقفت معظم مساعداتها المالية لليمن خشية أن يستولي الحوثيون عليها. وتشير بيانات الأممالمتحدة إلى أن القتال تسبب في نزوح مؤقت لنحو 100 ألف شخص في العام الماضي لكن المنظمة الدولية قالت في فبراير إن انعدام الأمن في الآونة الأخيرة لم يتسبب بعد في توقف عمليات الإغاثة. ولا يزال الجوع والفساد ونقص الخدمات الأساسية والماء والبنية الأساسية مشاكل ضخمة ويجد أكثر من ربع مليون لأجيء سابق معظمهم صوماليون صعوبة بالغة في العيش في اليمن. * مخاطر على الإنتاج النفطي يقول البنك المركزي إن انخفاض أسعار النفط قلل دخل الدولة من موارد الطاقة إذ انخفضت إيرادات الصادرات النفطية إلى 1.67 مليار دولار العام الماضي من 2.66 مليار في 2013. ويتدفق النفط اليمني عبر خط أنابيب مأرب -وهو مسار التصدير الرئيسي- بمعدل 70 ألف برميل يوميا تقريبا. وقبل سلسلة هجمات بدأها قبليون على الخط قبل ثلاث سنوات كان خط الأنابيب الممتد 435 كيلومترا يحمل نحو 110 آلاف برميل يوميا إلى مرفأ راس عيسى المطل على البحر الأحمر. وتعرقل الصراعات القبلية وهجمات القاعدة صادرات النفط والغاز في قطاعات أخرى من الاقتصاد. وفيما يلي أهم الأطراف في الأزمة اليمنية: * الحوثيون أو أنصار الله هم جماعة بدأت كحركة أطلقت على نفسها اسم "الشباب المؤمن" وتأسست عام 1992 لدعم حقوق الطائفة الزيدية الشيعية التي تمثل نحو خمس اليمنيين. قاتلت الحكومة من عام 2003 حتى عام 2009 وارتدت في الآونة الأخيرة عباءة الثورة وتقدمت وسيطرت على العاصمة صنعاء. ويقول مسؤولون يمنيون وإيرانيون إن الحوثيين متحالفون مع إيران التي تدربهم وتزودهم بالسلاح والمال لكن عمق هذه العلاقة ما زال محل تكهنات. وينفي الحوثيون تلقي تدريب عسكري إيراني. * عبد ربه منصور هادي انتخب كرئيس مؤقت للبلاد عام 2012 ليقود اليمن خلال فترة الانتقال الديمقراطي. وحاصر الحوثيون مقر إقامته في صنعاء بعد أن سيطروا على العاصمة. وفي يناير استقال هادي -وهو قائد سابق بالجيش- ووضع قيد الإقامة الجبرية في المنزل. ولكنه فر الشهر الماضي إلى عدن وتراجع عن استقالته وشكل حكومة هناك ودعا الجيش إلى الانضمام إليه. * علي عبد الله صالح رئيس اليمن الشمالي من عام 1978 ثم رئيس البلاد بعد توحيد اليمن الشمالي واليمن الجنوبي عام 1990. أرغم على التنحي في عام 2011 بعد احتجاجات شعبية غير أنه ظل رئيسا شرفيا حتى عام 2012. يتهمه الغرب باستغلال نفوذه الواسع وقاعدته العسكرية وتحالف لم يكن متوقعا مع الحوثيين لإضعاف هادي في محاولة لاستعادة السلطة. * تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أنشط أفرع تنظيم القاعدة منذ سنوات وخطط لهجمات على شركات طيران دولية وشن هجمات في السعودية. ورغم الحملات العسكرية المتكررة لطرد التنظيم من معاقله في الجنوب والشرق فقد شن هجمات دامية على قوات الأمن اليمنية وأعلن مسؤوليته عن هجوم على مجلة شارلي إبدو في باريس أسفر عن سقوط 12 قتيلا في يناير . * الحراك الجنوبي ائتلاف جماعات تريد إلغاء وحدة اليمن وإحياء دولة اليمن الجنوبي. ويمكن للحراك تعبئة عدد كبير من الناس في شوارع مدن جنوبية مثل عدن ولكن ليس له قيادة متماسكة تترجم دعمه الشعبي إلى عمل. * الإصلاح حزب يجمع بين المصالح الإسلامية والقبلية ويحظى بدعم كبير في أنحاء اليمن. بدا وكأنه سيكتسب المزيد من السلطة خلال الفترة الانتقالية إلا أنه خسر أمام تقدم الحوثيين. وربما كان الحزب اكتسب قوته العسكرية من تحالفه مع اللواء علي محسن الأحمر الذي استحوذ على ولاء ألوية مهمة ولكنه فر إلى السعودية.