قال الرئيس عبد الفتاح السيسي في حوار أجراه مع تليفزيون الكويت، وأذيع في بث مشترك مساء اليوم الأربعاء مع التليفزيون المصري: إن المنطقة العربية تمر بظروف صعبة تتطلب العمل معا. وأضاف في الحوار الذي تم تسجيله خلال وجوده بزيارته الأخيرة للكويت: التحدي الموجود حاليا خطر على المنطقة ويستدعي أن نتحد جميعا، ليس لريادة أو قيادة بل إننا في ضوء الظروف الصعبة التي نمر بها، يجب على كل الدول العربية أن تضع أيديها بأيدي بعضها البعض، لأن التحدي الموجود خطر على المنطقة بالكامل ولن نستطيع مواجهته إلا معًا، حتى تستعيد المنطقة ما كانت عليه بل وتصبح أفضل. وقال: إن مشروع قناة السويس الجديدة سيسهم في تطور حركة التجارة العالمية، وسيوفر من الوقت اللازم للعبور ما لا يقل عن 11 ساعة بين أول القناة وآخرها، وستكون هناك فرصة حقيقية لتنمية محور قناة السويس بمشاريع حيوية ضخمة تعتبر استثمارا حقيقيا للقناة ولموقع مصر في تلك المنطقة.. مشيرا إلى اهتمام مصر بمشروع طريق الحرير العالمي الذي يعد إحياء لطريق التجارة العالمية وفرصة كبيرة للمستثمرين، وأدعو أشقاءنا في الكويت إلى اغتنام فرصة الاستثمار في مشروع محور تنمية قناة السويس. وأكد: نحن نعمل الآن لإنجاز ثلاثة مشروعات كبرى في مصر، الأول مشروع قناة السويس والثاني مشروع شبكة الطرق القومية الذي يستهدف زيادة أواصر الربط بين مناطق مصر وفتح آفاق التنمية والاستثمار في أماكن لم تكن فيها فرص استثمار.. موضحا أن خريطة مصر تتغير، حيث كنا نستثمر في ما بين ستة إلى سبعة في المائة من مساحة مصر، لكن تلك المنطقة، ستشهد توسعا كبيرا لتمتد على أراضي مصر بالكامل. وأضاف أن المشروع الثالث هو استصلاح الأراضي بإضافة نحو أربعة ملايين فدان من الأراضي الزراعية في مصر، مبينا أن مصر ستبدأ بأول مليون فدان خلال الشهور القليلة المقبلة على أمل الانتهاء من استصلاح واستزراع المليون الأول خلال السنة ونصف أو السنتين المقبلتين فيما ستستكمل بقية أراضي المشروع تباعا. وشدد على أهمية هذه المشاريع الثلاثة التي ستحدث نقلة كبيرة في الاقتصاد المصري مضيفا أن مصر تعمل على عدد كبير من المشاريع في مجالات أخرى مثل الصناعة والتجارة. وعن العراقيل التي تعوق التنمية في مصر قال السيسي: يجب أن نعترف أن هنالك مشكلة كبيرة في مصر فهي دولة تعداد سكانها يصل إلى 90 مليون شخص، وتحتاج إلى جهد وبناء بشكل كبير جدا لتلبية احتياجات الناس، مضيفا أن بلاده تخطط لذلك بشكل متكامل، إلا أنها تحتاج إلى تعزيز ومضاعفة الاستثمارات العربية والأجنبية فيها. وعن تفاصيل المؤتمر الاقتصادي الذي ترتب مصر لإقامته في شهر مارس المقبل في شرم الشيخ بمصر أوضح السيسي أنه يتم التجهيز لذلك المؤتمر العالمي وتستعد له مصر منذ عدة شهور لاسيما أنه يستهدف مشاريع واضحة وجاهزة للتنفيذ بمجرد موافقة الشركاء والمستثمرين المصريين والعرب والأجانب على الاستثمار في مصر ومنها المشاريع الثلاثة الضخمة التي قال عنها سابقا. وأضاف الرئيس السيسي أن هناك أيضا مجالات ضخمة للطاقة يمكن الاستثمار فيها ونحن حريصون على أن يتم عرض مشاريع عديدة في ذلك المؤتمر بشكل متكامل ليطلع عليها المستثمرون ويكون بإمكانهم معرفة كل ما يتعلق بها والتعاقد على تنفيذها وبدء العمل بها. ودعا المستثمرين الكويتيين الى المشاركة في المؤتمر الاقتصادي والاستفادة من الفرص الاستثمارية المعروضة فيه، لاسيما أن تلك الفرص كبيرة جدا والعائد على دولنا منها لن يكون ماديا فقط مشددا على ضرورة العمل معا من النهوض بتلك الدول. وعن ملامح السياسة الخارجية المصرية أوضح الرئيس، أنه قال في خطاب التنصيب إن مصر تدير سياستها الخارجية بشكل توافقي وتتعامل مع كل العالم دون استقطاب أو محاور إذ إن فكرة العلاقات أو التعاون مع دولة على حساب دولة أخرى، ليست من مفردات السياسة المصرية الحالية، مضيفا أننا نتعاون مع كل الناس، لأننا نحتاج إلى ذلك، ولأن لمصر متطلبات كثيرة جدا هي في أمس الحاجة لأن تحققها من خلال التعاون مع الجميع. وفي ختام الحوار وجه السيسي كلمة إلى الشعب الكويتي جاء فيها "اسمحوا لي بأن أقول لكل أشقائي في الكويت وأرجو أن يتقبلوها مني.. حافظوا على بلدكم واستقراره والأمن الموجود فيه ولا تختلفوا مع بعضكم، فالكويت تسعكم وتزيد.. وأقول هذا الكلام إلى كل الأشقاء الذين يأتون من الدول العربية والخليج بأن يحافظوا على بلدانهم واستقرارها، فنحن رأينا أمورا لا نود أن تروها". لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :