أصبحت كوريا الشمالية "أوف لاين" تمامًا، فقد انتقمت الولاياتالمتحدة منها وما فعلته من قرصنة على شركة "سوني بيكتشرز إنترتيمنت" لمنع عرض فيلم "ذا إنترفيو" أو "المقابلة"، الذي يتناول بإطار كوميدي اغتيال الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وقطعت عنها أمس الاثنين شرايين الإنترنت، بحيث أصبحت معزولة عن كل اتصال إنترنيتي. وكان ال"أف.بي.آي" اتهم كوريا الشمالية بأنها وراء تهديدات وهجوم إلكتروني على "سوني"، فيما وصفت الوكالة الكورية الشمالية الرسمية الولاياتالمتحدة بأنها "بالوعة إرهاب" وهددت بضرب مراكز حيوية فيها، بينها البيت الأبيض والبنتاجون، نافية في الوقت نفسه الاتهامات الأمريكية. ثم تعهد الرئيس باراك أوباما ب"رد مناسب" على قرصنة كوريا الشمالية ضد "سوني بيكتشرز"، منتقدًا في الوقت نفسه قرار الشركة بعدم عرض الفيلم في أعياد "الكريسماس" كما كان مقررًا له، واصفًا ذلك بالخطأ، وهو ما حمل "سوني" لأن تقول في بيان إنها تبحث عرضه عبر وسائط بديلة عن دور السينما التي أحجمت خوفًا من التهديدات التي أنذرت بعواقب تماثل أحداث 11 سبتمبر 2001 في حالة عرضه. وقال موقع "ماركت ووتش" العالمي إن تعامل كوريا الشمالية بالإنترنت انقطع الاثنين، بعد وعد ردده مسئولون أمريكيون برد مناسب على تورطها في قرصنة إلكترونية على الشركة. كما قال ماثيو برينس، الرئيس التنفيذي لشركة "كلورفلير" الأمريكية الإلكترونية، إن ضلوع واشنطن بقطع خدمة الإنترنت عن غريمتها الآسيوية "أمر يمكن تصوره"، وفق تعبيره. وعلقت صحيفة "بوسطن جلوب" الأمريكية بأن "روابط كوريا الشمالية الضعيفة أصلاً بالإنترنت اختفت تمامًا الاثنين بعد أيام من عدم الاستقرار، في أزمة وصفها المراقبون بالأسوأ منذ سنوات في بيونج يانج". أما دوغ مادوري، خبير الإنترنت بمؤسسة "دين ريسيرش" الأمريكية، فذكر أن عدم استقرار خدمة الإنترنت بكوريا الشمالية "بدأ الجمعة، وأصبح أكثر سوءًا الأحد، قبل أن ينقطع الاتصال تمامًا الاثنين". يذكر أن "سوني" الأمريكية تعرضت حين القرصنة التي واجهتها إلى تسرب آلاف من ملفاتها، ومن ضمنها أرقام الضمان الاجتماعي لفناني ومشاهير السينما الأمريكية، وعناوينهم الإلكترونية، ومعها كلمات السر، ونُسخ من جوازات السفر التابعة لكل من الممثلين وطاقم العمل القائم على تصوير الأفلام. ولم تصل أي تأكيدات بعد عن عودة خدمة الإنترنت إلى كوريا الشمالية اليوم الثلاثاء بتوقيتها المحلي، وهو ما حمل الخبراء على الاعتقاد بأن حرمانها من الشبكة قد لا يكون رمزيًا فقط، بل هو عقاب قد يستمر أيامًا.