يأتي الوهج الإنساني فياضًا، وتتكثف المشاعر حتى تكاد تسيل. هي تجربة شعرية منفتحة على الأوجاع، عبر 23 قصيدة يضمها ديوان "أكواريوم من الألم"، للشاعر والكاتب المغربي عبد الحق ميفراني، الصادر حديثًا عن منشورات وزارة الثقافة سلسلة "إبداع"، في 66 صفحة. عن تجربة ميفراني يقول الناقد الدكتور محمد أبو العلا في توطئته: أقف عند منجز عبد الحق ميفراني المتعدد، فهو إعلامي ثقافي أو لنقل: مساح طبوغرافي لما أنبتته هذه الأرض من كتاب و شعراء، وتقديم منتوجهم في مجلات أدبية وازنة بصفته عضوا في رئاسة تحريرها، أو محررا ثقافيا لموادها، نذكر من هذه المجلات المحكمة: "الكلمة" اللندنية، "الدوحة"، "الثقافة المغربية". وهو أيضًا، شاعر راكم على امتداد ما ينيف على عقدين من الزمن قصائد ماتعة، دونها في دواوين وسمهما ب"كولاج الشاعر"، و"صمت الحواس"، وديوانه الأخير "أكواريوم من الألم". وإن كانت صفة الإعلامي تواري كانشغال يومي صفة شاعر مقلّ، فصفة الشاعر أيضًا تواري ناقدا متعددا للمنجز الشعري والسردي والمسرحي، كلل بإصداره لكتاب نقدي مهم. هذا غيض من في فيض شاعر منذور للكتابة في تعددها وإن كان منحازا لما له باع فيه. "أكواريوم من الألم"، هو الثالث في مسيرة الشاعر ميفراني، بعد "كولاج الشاعر" (2001)، و"صمت الحواس" (2008)، اللذين صدرا عن منشورات اتحاد كتاب المغرب، إلى جانب كتاب نقدي بعنوان "شعرية الحرب وعنف المتخيل" (2008).