تنشر "بوابة الأهرام" نص كلمة المستشار محمود كامل الرشيدي قاضي محاكمة "القرن" بعد النطق بالحكم في القضية. "المحكمة تسطر اليوم ختامًا، تعقيبًا على هذا الاتهام لرئيس الجمهورية الأسبق محمد حسني السيد مبارك رغم ما جلى للمحكمة من نقاء المطالب المشروعة للمتظاهرين من الشعب المصري فجر الثورة الشعبية الأولى في 25 يناير 2011 والتي نادت بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية لما اعترى النظام الحاكم من وثن في سنواته الأخيرة ومسالك كبطء القرار وتهيأ للاستحواذ على مقاليد الحكم وقرب الأتباع ونضب ضخ دماء جديدة على مقاعد صارت حكرًا لقيادات تناست دوران عجلة وقانون الحياة دوماً للإمام وتصرمت عزيمتهم للاستحداث وغض الطرف عن الموروثات الشرطية التي جفلت الفكر الأمني الخلاق. وتقاطر على ثورات مصر زمرة من المنتفعين وأصحاب المصالح والمتسلقين مع تزيف الإرادة الشعبية واندثار التعليم وإهدار الصحة وتجريف العقول المستشرقة للغد إلا أنه ما كان يتناسب الولوج لمحاكمة جنائية لرئيس الجمهورية الأسبق عملًا يقود قانون العقوبات واستبدال الأفعال الخاطئة في نطاق المسئولية السياسية بالجرائم المشار إليها فى منطق الاتهام أما وقد اجتاز الوطن بمشيئة مالك الملك الحالة الثورية وترسخت المشروعية الدستورية بعد الثورة الشعبية الثانية فى 30 يونيو 2013 و مهما كان الرأي أو الحكم على الفترة التى تسلم فيها حكم البلاد إذ قاربت 36 عامًا ما بين نائب لرئيس الجمهورية ثم رئيس للجمهورية فأصاب ولم يصب مثل أي سعي لبشر فالحكم له أو عليه بعد أن انسلخ منه العمر سيكون للتاريخ. كلمة أقولها وأنا أغادر المنصة من باب رد الفضل للوطن الذي تربيت فيه عن نفسى رفعت بلادنا لن تكون إلا ببعث مكارم الأخلاق وإتقان العمل الدءوب والإعراض عن اللهو إن كان مما قلته طوال الجلسة في النقص فنحن بشر وإن كان في تمام فمن رب البشر استودع أرض الكنانة وشعبها عند من لا تضيع عنده الودائع ورفعت الجلسة ".