وجه النائب إيلي كيروز من حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع خطابا مفتوحًا للعماد ميشال عون، رئيس تكتل التغيير والإصلاح حليف حزب الله، أن يسمع صوت العقل ولايكون سببًا في تعطيل الانتخابات الرئاسية حفاظا علي المكون المسيحي الماروني في لبنان،حتي لايحدث فراغ تشريعي بعد الاستمرار في الفراغ الرئاسي منذ مايو الماضي. وقال كيروز في خطابه لعون اليوم في مرحلة ماضية وصعبة، توجهت إليك بكتاب مفتوح بعيداً من الإعلام، دعوتك فيه الى الوحدة المسيحية وحرصت على أن نتشارك في الخروج من المأزق، وناشدتك يومها ألا تحوّل معركتك الأساسية الى معركة ضد التيار السيادي اللبناني. كما دعوتك الى وقفة مراجعة وتأمل، لنواصل معاً، مع كل اللبنانيين السياديين، المسيرة الإستقلالية وإعادة بناء الشراكة اللبنانية الفعلية التي نريدها كقوات لبنانية وكتيار وطني حر. واضاف كيروز: وفي السنوات التي تلت هذا الكتاب، كم من مرة يئست من المحاولات المسيحية والإجتماعات المسيحية برعاية بكركي ومن دونها، ورغم ذلك الإرث الحزين، أراني اليوم، في هذه اللحظة اللبنانية الحرجة، مدفوعاً الى مخاطبتك قبل أن يسقط لبنان وتسقط الدولة في لبنان ويذهب المسيحيون الى الاضمحلال. أتوجه إليك اليوم من جديد في مرحلة خطيرة يمرّ بها لبنان، كما تمر المنطقة بمرحلة مسكونة بالحروب والصراعات وتطاحن المشاريع والرهانات ويسودها منطق الإكراه والإلغاء.إن لبنان يواجه أزمة كبيرة وبات وضعه مفتوحاً على كل الاحتمالات. فهو مهدد جدياً بالفراغ والفوضى والحرب. وإزاء هذه المخاطر، فإني أدعوك اليوم، الى الإصغاء الى صوت العقل، والعمل على تحصين الوضع اللبناني والتأكيد على استمرار الموارنة في البقاء منسجمين مع منطلقاتهم الأساسية وفي المحافظة على لبنان الذين ساهموا في خلقه وطناً تعددياً ووطناً للحرية والإنسان. أنا أعرف أنك تمثل شريحة من المسيحيين، وأعرف أنك تقود كتلة نيابية، وأعرف أن من حقك أن تتطلع الى المركز المسيحي الأول في الدولة، غير أن ذلك لا يخولك أن تعطل الإستحقاق الرئاسي وأن تواظب على هذا التعطيل في ظروف المنطقة ولبنان،وأن تطيح بمعادلة التوازن بين المكونات اللبنانية بسبب الشغور في سدة الرئاسة الأولى، حيث أن تفاقم الخطر على الجمهورية بإحداث الفراغ في المؤسسة التشريعية بعد الفراغ في رئاسة الجمهورية. وختم كيروز خطابه لعون قائلا :لقد أصغيت الى حديثك، وأقول: لقد آن الأوان، في ساعة الحقيقة اللبنانية، وبعد أشهر من الشغور الرئاسي، وفي زمن تتداعى فيه المؤسسات في الدول المجاورة، لأن تعيد النظر في حساباتك وتطلعاتك، وأن تبادر، في مواجهة خياري الفراغ والتمديد، الى التجاوب مع ما طرحه رئيس حزب القوات اللبنانية، فتعود الى المنطق الدستوري ومنطق استمرارية الدولة والنظام السياسي وتتخذ قراراً شجاعاً بالمشاركة في جلسة اليوم لانتخاب رئيس جديد للجمهورية والتصويت على اقتراح القانون لتعديل بعض المهل في قانون الانتخابات النيابية، فتنتفي مبررات التمديد ويزول شبح الفراغ وتنتظم المؤسسات والاستحقاقات. جدير بالذكر أن منصب رئيس الجمهورية في لبنان حكر علي المسيحيين الموارنة حسب الدستور، وهناك منافسة قوية بين جعجع وعون وهما مسيحيان مارونيان علي منصب رئيس الجمهورية منذ مايو الماضي، وكلاهما يعطل انتخاب الآخر حتي اليوم.