تفتح مراكز الاقتراع فى تونس أبوابها صباح اليوم أمام الناخبين، وذلك لاختيار برلمان من 217 عضوا، ومن المقرر أن يستمر التصويت 12 ساعة وسط ترقب لنسب الإقبال على الاقتراع. وتتنافس 1327 قائمة حزبية وائتلاقية ومستقلة فى 27 دائرة داخل البلاد و6 خارجها. ويتقدم السباق وفق تقديرات المراقبين حزبا "النهضة" الإسلامى برئاسة راشد الغنوشى و"نداء تونس" برئاسة "الباجى قائد السبسى". يأتى بعد هذين الحزبين بمسافة، أحزاب يسارية أبرزها ائتلاف "الجبهة الشعبية" برئاسة حمة الهمامى وأخرى لرجال نظام حكم بن على. ودخلت تونس منذ فجر أمس إلى يوم الصمت الانتخابى، وأخذت قنوات تليفزيونية محلية فى بث إعلانات توعى الناخبين وتحذرهم من شراء الأصوات، خاصة فى المناطق الفقيرة، علما بأن الحملة الانتخابية التى استمرت ثلاثة أسابيع شهدت جدلا واسعا حول ظاهرة المال السياسى الفاسد. وتفقد صباح أمس مهدى جمعة رئيس الوزراء برفقة شفيق صرصار رئيس الهيئة المستقلة العليا للانتخابات والقاضى السابق لطفى جدو وزير الداخلية أحد مقار الهيئات الفرعية للهيئة قرب العاصمة وفى رسالة طمأنة للناخبين بعدما طغى حديث عودة شبح الإرهاب، قال جدو للصحفيين إن الوحدات الأمنية على أتم الاستعداد لتأمين العملية الانتخابية وأضاف أن وزارته وضعت خطة أمنية لمواجهة جميع السيناريوهات المحتملة علما بأن نحو 80 ألف عنصر من الجيش والشرطة يشاركون فى تأمين الانتخابات التشريعية اليوم. وكانت الأحزاب الرئيسية قد كثفت ظهورها الجماهيرى قبيل حلول الصمت الانتخابى مباشرة حيث عقد حزب حركة النهضة اجتماعا حاشدا الليلة قبل الماضية حضره عشرات الآلاف بوسط العاصمة حاول خلاله الغنوشى أن يبدو واثقا من عودة حزبه الإسلامى إلى الحكم. وقال: "اليوم النهضة أقوى من أى وقت مضى". وأضاف: "عندما تنازلنا بالخروج من الحكم كنا نعرف أننا عائدون وبأحسن مما كنا" لكن كلمة الغنوشى حملت إشارات قوية بانفتاح الحزب على حكومة وحدة وطنية ائتلافية واسعة. وفى ولاية قابس، عقد "النداء" مؤتمره الجماهيرى بحضور نحو خمسة آلاف وفق تقديرات صحفية وظهر "السبسى" (88 عاما) مرتديا قميصا واقيا من الرصاص. وقال إن ارتداءه لهذا القميص بمثابة دليل على مدى تدهور الوضع الأمنى فى البلاد محملا حكم الترويكا بقيادة "النهضة" مسئولية هذا التدهور. وشن رئيس حركة نداء تونس هجوما مباغتا على هيئة الانتخابات. وقال السبسى "نحن فى بداية ربيع تونسى لم يستقر بعد". وفى تصريحات خاصة ل"الأهرام" قدر الأزهر العكرمى القيادى بالحزب نسبة أنصار الأحزاب بما فى ذلك النهضة بنحو 40 ٪ . وعلى صعيد آخر ، أعلنت الهيئة العليا للانتخابات القائمة النهائية لمرشحى انتخابات الرئاسة المقرر لها 23 نوفمبر المقبل. وتتكون القائمة من 27 مرشحا بينهم رئيس الجمهورية المؤقت الدكتور المنصف المرزوقى .علما بان "النهضة" امتنع عن التقدم بمرشح عنها.