تستعد تونس لإجراء الانتخابات التشريعية يوم الأحد المقبل، وتتنافس 1327 قائمة حزبية ومستقلة وائتلافية للفوز بإجمالى مقاعد البرلمان الجديد البالغ عددها 217مقعدا، وتجرى الانتخابات فى 33 دائرة، منها ست خارج البلاد. وانطلقت الحملة الانتخابية فى الرابع من أكتوبر الحالى، وشهدت عقد عدد وافر من المؤتمرات واللقاءات، وتصدرت قضايا الاقتصاد والأمن النقاشات السياسية، ويتوقع المراقبون ألا يتمكن حزب بمفرده من تشكيل الحكومة المقبلة، حيث لا ينتظر أن يحصل أى حزب على نصف المقاعد. ويتقدم السباق حزب "النهضة" الإسلامى برئاسة راشد الغنوشى، ومنافسه حزب "نداء تونس" برئاسة الباجى قائد السبسى، ويحل ائتلاف الجبهة الشعبية اليسارى بزعامة حمة الهمامى فى المرتبة الثالثة، وفق غالبية استطلاعات الرأى التى سبقت انطلاق الحملة الانتخابية. وتشرف على الانتخابات هيئة عليا مستقلة بقيادة الأكاديمى الدكتور شفيق صرصار، كما قرر الاتحاد الأوروبى إيفاد نحو مائة ملاحظ لمراقبة الانتخابات. ويذكر أن الانتخابات الرئاسية ستجرى فى 23 نوفمبر المقبل، وبذلك تنهى تونس المرحلة الانتقالية، التى بدأت عقب ثورة 14 يناير 2011، أولى ثورات الربيع العربى، ويحل البرلمان الجديد محل المجلس التأسيسى الذى جرى انتخابه فى 26 أكتوبر 2011 ولم يتمكن من وضع دستور جديد للبلاد إلا فى يناير الماضى. ووصل تونس أمس وفد من المراقبين التابعين للجامعة العربية برئاسة السفير وجيه حنفى الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشئون القانونية بالجامعة، وذلك للمشاركة فى مراقبة الانتخابات، وصرح أحد أعضاء الوفد بأن مشاركة الجامعة العربية فى متابعة الانتخابات التونسية تأتى تلبية لدعوة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فى تونس، ويضم الوفد عددا من كبار موظفى الجامعة للإعداد لزيارة باقى أعضاء الوفد أواخر الأسبوع الحالى. وأكدت مصادر أن الجامعة حريصة على المشاركة فى مراقبة هذه الانتخابات والانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل، لأنها ستصل بالتجربة التونسية إلى ختام استحقاقاتها الديمقراطية باستكمال ما بدأته من إقرار للدستور ثم إجراء انتخابات تشريعية، ثم الرئاسية. وفى سياق ذى صلة دافع الرئيس التونسى المنصف المرزوقى عن حصيلة عهده، مؤكدا، فى مقابلة تليفزيونية بثت الليلة قبل الماضية، أنه "واثق" من فوزه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، التى ستكون الأولى من نوعها منذ ثورة يناير، وقال إن تونس حققت 50٪ من أهداف الثورة فى زمن قياسى. وقبل نحو أسبوع من الانتخابات التشريعية، قال المرزوقى "لقد قطعنا نصف المسافة، لقد بنينا دولة ديمقراطية ووضعنا دستورا"، معربا عن ثقته بأن النمو الاقتصادى والاجتماعى سيأتى فى وقته، وأضاف: يستحيل بناء أى شىء كان من دون توافق سياسى.