دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إسرائيل اليوم الإثنين، إلى التخلي عن خطط لتوسيع مستوطنات في القدسالشرقية التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم في المستقبل، وحث الجانبين على العودة إلى محادثات السلام سريعا. وانتقد بان أحدث خطط التوسع الاستيطاني لإسرائيل بعد اجتماع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس في إطار زيارة للمنطقة غداة تعهد دول غربية وعربية بتقديم 5.4 مليار دولار خلال مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي عقد بالقاهرة. وتعرض قطاع غزة للدمار على نطاق واسع في الحرب التي دارت رحاها في يوليو تموز وأغسطس آب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تسيطر على غزة. وأعلنت إسرائيل في وقت سابق هذا الشهر عن خطط لبناء 2600 وحدة سكنية في "مستوطنة" جيفات هاماتوس الواقعة على أراض محتلة على الأطراف الجنوبية للقدس بالقرب من مدينة بيت لحم بالضفة الغربية. ونددت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بالفعل بالخطط الإسرائيلية التي يقول منتقدوها: إنها ستعزل الفلسطينيين عن القدس من خلال تشكيل حلقة من المستوطنات اليهودية حول الجانب الجنوبي للمدينة. ووصف بان الخطط بأنها "انتهاك واضح" للقانون الدولي. وأضاف "هذا لا يبعث بالإشارات المناسبة وأدعو حكومة إسرائيل إلى التراجع عن هذه الأنشطة." وقال بان في إشارة إلى حرب غزة التي انتهت بهدنة في 26 أغسطس آب: إنه "بعد هذا الصيف الصعب بالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين، فإن الجانبين في حاجة إلى اتخاذ خطوات لبناء الثقة." وسيزور بان غزة يوم الثلاثاء ليقيم بنفسه ما هو مطلوب لإعادة تأهيل القطاع الذي يقطنه 1.8 مليون شخص. وأدى القصف الإسرائيلي والضربات الجوية إلى تدمير نحو 20 ألف منزل. ولقي أكثر من 2100 فلسطيني حتفهم معظمهم من المدنيين في الصراع الذي استمر على مدى 50 يوما في حين قتل 67 جنديا إسرائيلية وستة مدنيين في إسرائيل، وهذه أكبر خسائر تمنى بها إسرائيل في صراع مع حماس منذ انسحابها من غزة. وانهارت محادثات السلام بين الجانبين في إبريل نيسان بعد خيبة أمل الفلسطينيين جراء زيادة البناء الاستيطاني الإسرائيلي وغضب إسرائيل من قرار السلطة الفلسطينية تشكيل حكومة وحدة مع حماس. ودعا بان الجانبين إلى التفاوض على أساس حل الدولتين سريعا "مع استعداد لتقديم التنازلات الصعبة والضرورية". وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري امس الأحد إنه يأمل في أن تسهم التعهدات التي فاقت التوقعات بتقديم أموال لإعادة بناء غزة في "تجديد التزام الجميع بالعمل من أجل السلام".