أعلنت تونس اليوم الإثنين "استهجانها الشديد ورفضها القاطع" لدعوة تل أبيب يهود تونس إلى الهجرة إلى إسرائيل بعد الإطاحة بنظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، واتهمت إسرائيل بمحاولة "تشويه صورة تونس بعد الثورة". ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن مصدر بوزارة الخارجية قوله إن تونس "أعربت عن استهجانها الشديد ورفضها القاطع للتصريحات المنشورة مؤخرا في بعض وسائل الإعلام لوزيرة الهجرة والاندماج الإسرائيلية حول تشجيع حكومة تل أبيب للتونسيين من أتباع الديانة اليهودية على الهجرة إلى إسرائيل، واعتزامها منحهم مساعدات مالية وامتيازات لذلك بزعم أنهم يعانون أوضاعا اقتصادية سيئة في تونس". أضاف المصدر أن تونس تلقت بكل استياء هذه التصريحات "التي تشكل تدخلا سافرا في شئون البلاد الداخلية"، معتبرا أن "مثل هذه التصريحات تنطوي على دعوة غير بريئة إلى مواطنين تونسيين للهجرة إلى إسرائيل"، وتعد "غير منفصلة عن محاولات إسرائيلية تهدف إلى تشويه صورة تونس بعد الثورة وإثارة الشكوك حول أمنها واقتصادها واستقرارها". وقال إن "أتباع الديانة اليهودية من المواطنين التونسيين شكلوا على امتداد التاريخ جزءا لا يتجزأ من المجتمع التونسي في تعايش ووئام مع كل مكوناته وفى كنف الاحترام التام لحقوقهم وحرياتهم كجماعة دينية مستقلة". وعبر عن "استغراب تونس من صدور مثل هذه التصريحات من مسئولة حكومية في دولة دأبت على إنكار حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى موطن آبائه وأجداده في تحد سافر للشرعية الدولية". ومن جهة أخرى، نفى روجيه بيسموث، رئيس الجالية اليهودية في تونس، أن يكون يهود تونس يعيشون وضعًا اقتصاديًا صعبًا. وقال بيسموث في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الأوضاع الاقتصادية لليهود التونسيين "جيدة" وإن "المزاعم التي تقول عكس ذلك هي مجرد تشويش وافتراء على الواقع والحقيقة ولا وجود لأي مشاكل بين يهود تونس وإخوانهم المسلمين". وأضاف: "نتمنى أن يكون وضع اليهود الاجتماعي والاقتصادي في كل العالم مثل وضع اليهود (الجيد) في تونس... وعلى سبيل المثال فقط أريد أن أقول إن اليهود التونسيين الطاعنين في السن يعتني بشئونهم ويقضي حوائجهم مسلمون تونسيون".