أكد الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد أن الاستفتاء كان ثمرة عظيمة من ثمار الثورة المجيدة، وطوابير الشعب المصري أمام لجان الاستفتاء تثبت فعلاً أن هذا الشعب يستحق الديمقراطية، ويستحق حياة أفضل بكثير مما عشناها علي مدار ما يقرب من 60 عاماً، والحضور الذي وصل إلي 18 مليوناً جاء نتيجة عدم تمكن كثيرين من أن يدلوا بأصواتهم، فقد كان يوماً تاريخياً في حياة الشعب المصري وثمرة من ثمار 25 يناير وأن الوفد من الذين قالوا لا ولكننا نستند على قواعد وأسس. جاء ذلك فى اجتماع رئيس حزب الوفد بلجنة الحزب بكفرالشيخ بمقر الحزب وبحضور أعضاء الحزب ولجان الحزب فى العديد من المراكز المتعددة مساء أمس. وأضاف أن هناك صراعا طائفيا حول التعديل الدستوري، فالكنيسة قالت (لا) والسلفيون والإخوان وبعض التيارات الدينية قالوا (نعم) ووصل الأمر في بعض الدوائر مثل شبرا الي القول إن اللون الأخضر يعني الإسلام واللون الأسود يعني القسيس ولولا أن معدن المصريين قوي لكادت مصر تحترق والحقيقة أنه لا أحد يستطيع الاقتراب من المادة الثانية من الدستور ومن حق الأقباط أن نطمئنهم ففي القرآن يقول الله تعالي: (وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) وفي السنة قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إذا جاءك أهل الذمة فاحكم بينهم بما يدينون به" وهذا ما استشهد به قداسة البابا شنودة عندما صدر حكم القضاء الإداري في الزواج الثاني، عندما قال: استند الي الشريعة الإسلامية وإلي المادة الثانية من الدستور التي تنص علي ذلك ويجب وضع نص في إعلان دستوري ليكون الحكم في الأحوال الشخصية للمسيحيين وفق شريعتهم، فإذا وضع هذا النص في الإعلان الدستوري سيطمئن الأقباط وتنتهي الفتنة التي نتحدث فيها وهذا طلب عادل، وأعلنت ذلك في لقائي مع الإخوان ومجموعة القوي السياسية والأحزاب، وقلت إن هذا طلب عادل لكي يطمئن الأقباط. أعلن الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد عن انطلاق قناة الوفد الفضائية (المصري) والتي ستنطلق خلال ساعات وعلي تردد 11555 وبذلك يكون الوفد أول حزب سياسي يمتلك قناة فضائية. وأضاف أن الفرصة جاءت لحزب الوفد لأن يربط ماضيه بتاريخه وحاضره، فماضي الوفد مشرف وعظيم، وكان حزبا حاكما لا يخشي في الحق لومة ثم، وكان شغلنا الشاغل هو صالح الوطن والمواطن ، إذا ما استعددنا من الآن للانتخابات القادمة بتجرد وإيجابية شديدة، نقدم من يستطيع أن ينجح في الانتخابات وليس للتمثيل المشرف، وأذكركم بأن هذه الفترة تشبه تماما عودة الوفد عام 1984. وأضاف أن من الأمور الهامة التي طالبنا بها القوات المسلحة هي تفكيك البنية الأساسية للاستبداد السياسي التي مازالت قائمة الآن فلدينا 53 ألف عضو مجلس محلي، منهم 51 ألفا من الحزب الوطني وأعضاء مجالس إدارات مراكز الشباب من الوطني، ومشايخ القري من الحزب الوطني، والمحافظون الآن يعملون بنفس المدرسة القديمة للحزب الوطني، وبالتالي إذا ما أجريت انتخابات بالنظام الفردي أعتقد غير جازم أن المجلس الذي سيتكون في 2011 صورة قريبة الشبه من مجلس 2005 يحصل فيه الاخوان علي جزء والباقي فلول الحزب الوطني، لذلك لابد ان تركز كل القوي السياسية علي تفكيك بنية الاستبداد السياسي المعروفة بالمحليات. طالب الدكتور السيد البدوي جميع القوي السياسية بالتكاتف والتوحد لمواجهة فلول الحزب الوطني، وهناك دعوة من الاخوان لعمل قائمة قومية أو ثورية، خاصة أن فلول الحزب الوطني جاهزة للعودة، فهناك حزب أطلق عليه (الحرية) به عدد كبير من النواب، وهناك حزب (25 يناير) به مجموعة أخري من النواب، وحزب (11 فبراير) أيضاً، وإذا لم يكن هناك تكاتف وكتلة وطنية موحدة أعتقد أن الثورة يمكن أن تتعرض لردة أو انتكاسة. وأشاد رئيس الوفد بقانون الاحزاب الذي صدر عن مجلس الوزراء ليكون قانون مباشرة الحقوق السياسية وقانون مجلسي الشعب والشوري، وهو أهم قانون وعلي أن تكون الانتخابات بالقائمة النسبية غير المشروطة التي تملك مزايا عديدة منها اعادة الاعتبار للاحزاب السياسية كقناة رئيسية من قنوات التعبير السياسي في أي مجتمع ديمقراطي، وتضمن تمثيل 100٪ من أصوات الناخبين والشعب المصري الذي قام بهذه الثورة العظيمة يمثل في البرلمان، علي عكس ما يحدث في النظام الفردي وتقضي القائمة النسبية كذلك علي الانفاق المالي المشبوه في الانتخابات والألاعيب الانتخابية التي لا تجيدها فئات من المجتمع نحتاج إلي تمثيلهم داخل مجلس الشعب مثل الأقباط والمرأة وأصحاب الفكر والرأي والمفكرين في مصر لكي يكون مجلس الشعب ثريا بالرؤي القيمة، و72٪ من دول العالم تتبع النظام النسبي في الانتخابات، ونأمل أن يستجيب المجلس الأعلي للقوات المسلحة، لأنه الحل الوحيد الذي سيمنع عودة فلول الحزب الوطني مرة أخري.وقال رئيس الوفد ان حزب الوفد ما قبل 25 يناير يختلف عما بعد 25 يناير، ولذلك لزم أن نضع دستوراً جديداً للحزب يتمثل في لائحة جديدة.