اشتعلت معركة الانتخابات البرلمانية مبكرًا، وسيطرت الصراعات الحزبية على الأغلبية البرلمانية، وفشلت جهود توحد القوى المدنية فى تحالف انتخابي. وأكد رؤساء أحزاب التحالف الديمقراطى فشل مشاوراته مع تحالف الوفد المصرى، فى الوقت نفسه الذى يتمسك فيه حزب المصريين الأحرار بخوض الانتخابات منفردًا. وبدا أن جهود الدكتور أحمد البرعى وزير التضامن الأسبق والناشط جورج إسحق ومن خلفهم التحالف الديمقراطى فى محاولة إحياء جبهة الإنقاذ لخوض انتخابات البرلمان لن تثمر عن شيء، حيث فشل رفقاء النضال الذين توحدوا من قبل على إسقاط نظام الإخوان برغم اختلاف أيديولوجياتهم السياسية والاقتصادية فى إعادة التوحد مرة أخرى على هدف استكمال ما أنجزوه من أجل دعم الثورة بالبرلمان فى مواجهة النظامين السابقين. بدأت المعركة الانتخابية بهجوم متبادل بين حزبي الوفد والمصريين الأحرار وانتهت بهجوم رئيس حزب الوفد على حمدين صباحى وحزبه معتبرًا انضمام حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق ومؤسس التيار الشعبي المصري إلى تحالف "الوفد المصري"، سيؤدي إلى خسارة التحالف الانتخابات البرلمانية المقبلة قبل أن تبدأ، بالإضافة إلى توجيه انتقادات لشباب التيار الشعبي وحزب الدستور، الأمر الذى أثار حفيظة التحالف الديمقراطى فاتخذ قرارًا أمس بوقف المشاورات مع تحالف الوفد المصرى. وأكد عبدالغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكى فى تصريح خاص ل"بوابة الأهرام" فشل المشاورات لتشكيل تحالف انتخابي موسع يضم القوى المدنية مضيفًا "نحترم وجهة نظر الوفد واعتباراته ولن نقبل بالتخلى عن التيار الشعبي والدستور للانضمام لتحالف الوفد، وكذلك نحترم قرار حزب المصريين الأحرار فى خوض الانتخابات منفردًا لذا سنخوض الانتخابات على بعض الدوائر الفردية ونحاول تكوين قائمة "ثوار مصر" التى ستعتمد على القوى المجتمعية وليس الأحزاب السياسية فقط ليكون لدينا فرصة أكبر للفوز. ولفت إلى أن التحالف الديمقراطى سينشط سياسيًا خلال الفترة المقبلة وسيعمل على القضايا التى تشكل أولوية للمجتمع مثل قضايا الحريات والعدالة الاجتماعية. وأكد المهندس محمد سامى، رئيس حزب الكرامة أن التحالف الديمقراطى سيستمر فى فتح قنوات اتصال مع حزبي المصريين الأحرار والمصرى الديمقراطى الاجتماعى لتكوين تحالف موسع، معربًا عن أسفه لفشل المشاورات مع تحالف الوفد واستيائه من التصريحات التى أدلى بها د.السيد البدوى، رئيس حزب الوفد بحق حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبي. وأضاف سامى "للأسف المشهد مؤلم وصادم، فقد كانت هناك فرصة ذهبية للقوى المدنية التى اتحدت فى جبهة الإنقاذ ولجنة الخمسين كى تتحد مرة أخرى من أجل ترجمة نصوص الدستور إلى قوانين تعبر عن الثورة، إلا أنها أضاعتها لتواجه خطرًا أكبر وهو خسارة القوى المدنية حال نزولها فى قوائم ضد بعضها، وما يحدث يقودنا إلى مجلس شعب يكاد يكون بلا هوية وبدأت الدعاوى تنطلق حول تعديل الدستور وتكوين حزب لدعم الرئيس ورفض المعارضة وهو ما سيعيدنا إلى نقطة الصفر فلن نقبل بعودة نظام الفرد". وأعرب محمد قاسم، المتحدث الإعلامى لحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى عن عدم تفاجئه بفشل المشاورات بين تحالف الوفد والتحالف الديمقراطى، مؤكدًا أن حزبه سعى من خلال وجوده فى تحالف الوفد إلى تأييد انضمام التحالف الديمقراطى نظرًا لأن أحزابه محسوبة على الثورة إلا أن الاختلافات الأيديولوجية بين الأحزاب فى التحالفات الانتخابية تلعب دورًا فى إفشال التحالف بخاصة أن وثيقة تحالف الوفد تشترط ضمن عضوية التحالف ألا يكون هناك مشكلة مع النظام.. وهو الأمر الذى دفع قيادات تحالف الوفد بإبداء التخوف من موقف شباب التيار الشعبي وحزب الدستور نظرًا لموقفهم من حزب الوفد الذى يرونه ممثلاً للدولة وبديلاً للحزب الوطنى من وجهة نظرهم وفشلت تطمينات قيادات أحزاب التحالف الديمقراطى لتحالف الوفد حول هذا الشأن برغم قبول السيد البدوى مبادرة التحالف الديمقراطى بإعداد ميثاق شرف يلزم الشباب بعدم الهجوم على الوفد أو مرشحيه. من جانبه علق الدكتور ياسر الهضيبى، نائب رئيس حزب الوفد على قرار التحالف الديمقراطى بوقف المشاورات معهم مؤكدًا أن من حق التحالف الديمقراطى اتخاذ ما يراه من قرارات تتناسب مع توجهاته، مشددًا على أن تصريحات الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد كانت واضحة وأنه كان يعنى كل كلمة فيها وأن الوفد لا يرى أن انضمام التحالف الديمقراطى لتحالفه قد يمثل أية إضافة، على حد قوله. وكشف الهضيبي عن وجود مشاورات جادة حاليًا لضم الجبهة الوطنية وعمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين وعدد من الشخصيات العامة لتحالف الوفد المصرى، مرجحًا أن يتم الإعلان عن ذلك خلال أسبوعين على أقصى تقدير. وعلمت "بوابة الأهرام" أن المشاورات ستستمر من قبل التحالف الديمقراطى مع حزب المصريين الأحرار تمهيدًا لعقد اجتماع مرتقب مع المهندس نجيب ساويرس، عضو مجلس أمناء المصريين الأحرار والدكتور أحمد سعيد، رئيس الحزب من أجل طرح اقتراح أحزاب التحالف حول إعداد وثيقة يوقع عليها الطرفان يلتزمان من خلالها حزبيًا بإخلاء بعض الدوائر فى إطار التنسيق بينهما على مقاعد الفردى وعدم الاكتفاء بكلمة التنسيق مع التيار على المقاعد الفردى.