قال الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح القيادي بجماعة "الإخوان المسلمون"، إن الجماعة لن تحصل في انتخابات نزيهة على أكثر من 20% من مقاعد مجلس الشعب حتى لو شارك كل مرشحيهم في الانتخابات، جاء ذلك في لقاء مفتوح مع أبوالفتوح، نظمته وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية مساء أمس الأربعاء مع عضو مجلس شورى الجماعة، للحديث عن مستقبل الجماعة عقب ثورة 25 يناير. وأكد الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح في بداية حديثه أنه لا يمكن لأحد أن ينكر أن الحضارة الإسلامية هي العنوان الرئيسي لمصر وللمصريين كافة؛ لأنهم جميعا أسهموا في تلك الحضارة التي تحتضن كل التيارات والأفكار والتوجهات والعقائد.وأشار إلى أن ثورة يوليو 1952 استطاعت أن تخلق حالة من العداء لدى الأجهزة البيروقراطية ضد التدين، وأن النظام السابق استخدم الإسلاميين "فزّاعة" لتخويف الغرب من أجل تحقيق مكاسب له وتخفيف الضغوط عنه، وأضاف أنه لا يمكن لأي حركة إسلامية أن تعتبر نفسها المتحدثة باسم الدين، أو أن "تختطف" العنوان الرئيسي لمصر، حتى لو كانت جماعة الإخوان، لأنها مجرد فصيل من الشعب المصري، وأن عدد أعضائها - رغم صعوبة تحديده بدقة- يقدره البعض ما بين 250 ألف إلى 750 ألف شخص. وطالب أبوالفتوح الحركات الإسلامية بمراجعة مواقفها وما ينفر الجمهور منها أحيانا، مؤكدا أننا نعيش في دولة مدنية حديثة، وأنه يتعين احترام وتقدير ما تم الوصول إليه، والذي يعد نتاج تراث إنساني وبشري، طالما لا يتعارض مع أصول الدين، ملمحا إلى أن بعض الجماعات الإسلامية تريد "إعادة تصنيع البشرية". ولفت في هذا الإطار إلى أن ذلك هو سبب معارضته لتشكيل جماعة الإخوان المسلمين حزبا يكون بمثابة ذراع سياسي لها، وإنما يمكن لعدد من أعضاء الجماعة -إذا أرادوا- تشكيل حزب، ألا يكون منسوبا إليها أو مرتبطا بها تنظيميا، كما أعرب عن رفضه للانتهازية السياسية، مناديا بأهمية أن تكون المنافسة السياسية القادمة في الانتخابات البرلمانية شريفة؛ بحيث تنطلق الأحزاب من النقطة نفسها تقريبا، وأبرز اعتقاده بأن الإخوان لن يحصلوا على أكثر من 20% من مقاعد البرلمان القادم، حتى وإن شارك كافة مرشحيهم في التنافس على المقاعد في جو ديمقراطي نزيه.ورد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح على من يقولون بأنه لا يمثل جماعة الإخوان المسلمين بالقول إنه يتحدث بلسان الكثير من شبابها، حتى وإن خالفت آراؤه الإدارة التنفيذية للجماعة، لأنه يعايش الشباب ويعرف أفكارهم ورؤاهم. وأكد أن الإخوان جماعة علنية وأن ظروف الحظر السابقة أدت إلى وجود بعض السرية في عملها للجمهور، إلا أن الأمن المصري كان يعلم كل كبيرة وصغيرة تدور بالجماعة.وطالب الجماعة، في أعقاب ثورة 25 يناير، بتبني مبدأ الشفافية والعلنية، وأن تجري انتخابات علنية يراقبها الجمهور والإعلام من أصغر وحدة إدارية إلى أكبرها، وأن تقنن وضعها كجمعية أو حزب - وفقا لاتفاق أعضائها على الإطار الملائم- وأن يكون لها بالتالي حسابات تخضع لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات، وغيرها من الإجراءات المترتبة على ذلك، للقضاء على تخوفات الجمهور. وأرجع الاستقطاب الديني الذي شهده الاستفتاء على التعديلات الدستورية إلى حالة التسطيح الديني الذي مرت به مصر خلال السنوات الماضية، والذي أدى إلى إحداث نوع من "الحمّى الدينية"، معربًا عن أسفه لتوجيه قيادات دينية مسيحية وإسلامية الناس إلى التصويت إلى جانب معين. إلا أنه رحب بحجم المشاركة الشعبية في الاستفتاء، والتي اعتبرها مبشرة وتدعو إلى التفاؤل. وأعلن عن وجود عروض من عدد من الأحزاب قيد التأسيس كي يرأسها، إلا أنه مازال يفكر في الأمر، كما أنه لم يتخذ قرارا بعد بشأن الترشح لرئاسة الجمهورية وفقا لما يطالبه البعض به من خلال إطلاقهم حملة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، منوّها إلى أنه لو ترشح من يقتنع به، فسيدعمه فورا، وملمحا إلى أنه سيستقيل من الإخوان في حال قبوله رئاسة أحد الأحزاب أو ترشحه لانتخابات الرئاسة، لأنه مع فصل العمل الدعوي عن الحزبي.