دعا الدكتور صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي؛ لإجراء اتصالات مكثفة مع الأممالمتحدة والدول الكبري والاتحاد الأوربي وغيرهم من المنظمات الدولية المعنية بفتح جسور برية وبحرية وجوية مع قطاع غزة لإيصال الحاجات والمتطلبات العاجلة للشعب الفلسطيني خلال فترة زمنية محددة بسبعة أيام تلتزم خلالها الأطراف بالتهدئة مع استمرار المفاوضات بالقاهرة للتوصل لاتفاق نهائي ووصف عريقات موقف إسرائيل بالسلوك التفاوضي الابتزازي خلال الأيام الأخيرة والذي يهدف إلي إبقاء الأوضاع المأساوية في قطاع غزة علي ما هي عليه في ظل التدمير الشامل الذي أسفر عن العدوان الأخير والحيلولة دون إعادة إعمار القطاع وصولا إلي أهداف إسرائيل السياسية منه وفي مقدمتها نزع سلاح المقاومة في القطاع . جاء ذلك في الجلسة الافتتاحية التي عقدها مجلس جامعة الدول العربية في اجتماعه الطارئ اليوم علي مستوي المندوبين الدائمين برئاسة المغرب وحضور الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة ونائبه السفير أحمد بن حلي وذلك بعد أن اكتمل النصاب القانوني للاجتماع بمشاركة 14 مندوبا دائما بعد ربع ساعة من الموعد المحدد له في الواحدة من بعد ظهر اليوم . ورأي عريقات أنه في ظل وجود حكومة وفاق وطني فلسطينية بدأ يتعامل معها العالم أنه لم يعد أمام إسرائيل أي ذرائع لرفض تعاملها مع هذه الحكومة. وكشف في هذا السياق عن أهمية العمل علي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية لأنه بدون ذلك سيكرر جرائمه وعدوانه وحروبه علي قطاع غزة والأراضي الفلسطينية الأخري كل فترة زمنية كما حدث خلال السنوات الماضية مشددا علي ضرورة الإسراع بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفق حدود يونيو 1967 . وامتدح عريقات أمام الاجتماع الجهود المصرية المميزة والتي تمكنت فيالساعات الأخيرة من تحقيق تهدئة إنسانية إضافية وقال إن الجانب الفلسطيني لا يري في مصر وسيطا بقدر ما يراها في خندقة راعية للجهود الرامية لحقن دماء الفلسطينيين ولجم العدوان الاسرائيلي. وأضاف أن ما قدمه الوفد الفسلطيني خلال مفاوضات القاهرة في ورقته الموحدة لم ينطوى علي شروط أو مطالب وإنما عكس الالتزامات التي ترتبت علي إبرام العديد من الاتفاقيات مع الجانب الاسرائيلي خلال السنوات الأخيرة وفي مقدمتها فك الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر الست وإنشاء مطار وميناء وتحديد 12 ميل كمساحة جغرافية للصيد مشددا علي ضرورة تجاوب إسرائيل مع هذه الالتزامات واصفا الوضع في قطاع غزة بالخطير والصعب معربا عن أمله في أن يتم البدء فورا في تلبية الحاجات الفورية والآنية للشعب الفلسطيني والإسراع أيضا لعقد المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة والذي اقترحته النرويج في الشهر المقبل وانتقد عريقات حكومة نتنياهو المتطرفة والتي استهدفت شن حربها الأخيرة علي غزة لإجهاض حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني والمصالحة الوطنية الفلسطينية مشيرًا إلي أن استراتيجية نتنياهو ترتكز علي إبقاء غزة خارج الفضاء الفلسطيني إدراكًا منه أنه لا دولة في غزة ولا دولة فلسطينية بدون غزة معربا عن قناعته بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية سعي من وراء ذلك إلى ضرب مشروع الدولة الفلسطينية ومبدأ حل الدولتين. وقال إن العدوان علي غزة بدأ من مدينة الخليل ثم القدس بحرق الصبي الفلسطيني محمد أبو خضير واستشهاد عدد كبير من أبناء الشعب الفسطيني في الضفة الغربية واإصابة الكثيرين في مواجهات مع قوات الاحتلال خلال أيام العدوان معتبرا أن الحرب الأخيرة لم تكن موجهة إلي فصيل بعينه ولكنها كانت ضد 11 مليون فلسطيني سواء في الداخل أو الخارج مؤكدا أنه آن الآوان لتجفيف مستنقع الشر المتمثل في الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية والذي بدأ في يونيو 1967 وعبر عن ثقته في فشل العدوان الاسرائيلي علي غزة في تحقيق أهدافه الاستراتيجية . من جهته شدد الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة العربية في مداخلته أمام الاجتماع علي ضرورة تحرك المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات الرامية إلي وقف العدوان الإسرائيلي. وقال إن هناك شعورًا حقيقيًا بدأ يسود المنطقة والعالم بضرورة تغيير الواقع القائم حاليا باتجاه إنقاذ الشعب الفلسطيني من خلال الإسراع بتكثيف الجهود الصادقة لوقف القتال وكف إسرائيل عن عدولها للشعب الفلسطيني مشيرا في هذا السياق إلي أنه بات من الأهمية بمكان السعي إلي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام دولة فلسطين علي نحو يحول دون استمرار السياسة الإسرائيلية باللعب بالوقت وإهداره لفرض الأمر الواقع مؤكدًا أن ذلك لم يعد مقبولا موضحًا أنه أجري خلال الفترة الأخيرة سلسلة من الاتصالات مع القيادة الفلسطينية والمسئولين بالدول الكبري والاتحاد الأوروبي للمضي في هذا الاتجاه لوقف الاحتلال داعيا في الوقت نفسه إلي تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية ومساندة حكومة الوفاق الوطني معربا عن شكر الجامعة العربية للدور المصري والمبادرة المصرية التي تهدف إلي وقف سفك دماء الفلسطينيين. وأفاد العربي أنه قام في الآونة الأخيرة بتوجيه رسائل إلي وزراء الخارجية العرب وعدد من المؤسسات المالية العربية وذلك للتمهيد لقيام وفد وزاري عربي بزيارة قطاع غزة في أقرب وقت للإعراب عن التضامن مع الشعب الفلسطيني مع ارسال قافلة مساعدات عاجلة للقطاع معربا عن أمله في التجاوب مع هذا التحرك العربي. وقد عقدت جلسة مغلقة قدم خلالها الدكتور صائب عريقات عرضا تحليليا لما جري في المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في القاهرة برعاية مصر.