قال رئيس وزراء العراق نوري المالكي الذي يتعرض لضغوط متزايدة ليتخلى عن محاولته الفوز بفترة ثالثة في منصبه إن أي محاولة غير دستورية لتشكيل حكومة جديدة ستفتح أبواب الجحيم في البلاد. وأضاف في كلمته الأسبوعية إلى الأمة، اليوم الأربعاء، 6 أغسطس أنه يعارض أي تدخل خارجي في الأمر في إشارة على ما يبدو إلى ايران إذ قال مسؤولون إيرانيون إن طهران تعتقد أن المالكي لم يعد قادرا على الحفاظ على وحدة بلاده وإنها تبحث عن زعيم بديل لمحاربة المتشددين السنة. وقال المالكي "يجب ان يكون التعاطي مع المؤسسات الدستورية فيه احترام لإرادة الشعب الذي هو مصدر السلطات والذي هو منه تتفرع كل المؤسسات الدستورية والقانونية. وهذا يعني ضرورة الالتزام بالسياقات الدستورية بعيدا عن الحسابات السياسية والمصالح والتدخلات. أن يبدأ الأمر عراقيا وينتهي عراقيا ويبدأ دستوريا وينتهي دستوريا." وأضاف "كل شيء يدخل على قضايانا من خارج خط إطار الدستور مرفوض. إن كان من جهة أو من دولة داخلية أو خارجية هو طعن للعملية السياسية والدستورية. ولذلك المسؤول في العراق الجديد ينبغي ألا تأخذه في بنية العراق الجديد تدخلات أو لومة لائمين وإنما يتمسك فقط بالسياق الدستوري وليس له الحق وأن مخالفة السياق الدستوري يفتح نار جهنم على العراق." وقال مسئول إيراني كبير يوم الثلاثاء 5 أغسطس إن إيران تتعاون مع الفصائل العراقية المختلفة للاتفاق على بديل لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لتشكيل حكومة جديدة في بغداد لكن هناك قلة من المرشحين المناسبين. وتشارك إيران في صنع القرار في العراق منذ أن انسحبت القوات الأمريكية في عام 2011 تاركة بغداد في أيدي حكومة يقودها الشيعة برئاسة المالكي وهو حليف رئيسي لطهران. ومعارضو المالكي يتهمونه بإثارة معارضة مسلحة بين المسلمين السُنة التي سيطرت على مناطق في شمال العراق قائلين إن التحيز ضد السُنة أشعل التوترات الطائفية وسمح لجماعة الدولة الإسلامية المتشددة بكسب التأييد بين العراقيين السُنة. وقال المسؤول الإيراني الذي تحدث لرويترز بشرط عدم الكشف عن شخصيته "توصلنا إلى نتيجة مفادها أن المالكي لم يعد يستطيع الحفاظ على وحدة العراق لكن آية الله (علي) السيستاني لا يزال لديه أمل" في إشارة إلى أكبر مرجعية شيعية في العراق. وأضاف المسؤول الإيراني "آية الله السيستاني يؤيد الآن رؤيتنا بشأن المالكي." وتأمل الولاياتالمتحدة وقوى غربية أخرى أن تستخدم إيران نفوذها الناجم عن علاقاتها القوية مع الحكومة العراقية ووجود عدد من المزارات الشيعية للمساعدة في نزع فتيل أزمة المسلحين السنة.