حذر تقرير استخباري هولندي اليوم الاثنين، من أن الجماعات الإسلامية المتشددة في البلاد أصبحت "سربا" لا مركزيا ومراوغا. ونبه التقرير إلى أن هذه الجماعات ربما تعمل على توسيع دائرة اهتمامها لتشمل الشرق الأوسط بأكمله بدلاً من الحرب في سوريا فقط. ويعكس التقرير قلقا واسع الانتشار في أوروبا من الخطر الذي يمثله المواطنون الأوروبيون -خصوصا من الإسلاميين المهاجرين- الذين يغادرون بلادهم للقتال في صراعات الشرق الاوسط، ويعودون وقد خبروا الحروب وباتوا خطرا أمنيا بحد ذاتهم. وتقدر السلطات الهولندية أن حوالي 120 مواطنًا هولنديًا غادروا حتى الآن للقتال في الحرب الأهلية السورية. وأشارت إلى وجود مجموعات أكبر للمتشددين في هولندا يصل أتباعها إلى عدة مئات والمتعاطفين معها إلى الآلاف. وقالت الوكالة العامة للأمن والاستخبارات الهولندية في تقييمها الأخير عن الخطر الذي تمثله الجماعات الجهادية السرية إنها باتت أكثر قوة وثقة بالنفس. وأضافت الوكالة أن تعقب ظاهرة التشدد الإسلامي بات أكثر صعوبة خصوصا أن وسائل التواصل الاجتماعي مكنت الجماعات المتشددة- التي تزداد حرفيتها في هذا المجال- من تنسيق جهودها بدون الحاجة إلى سلطة مركزية. وقالت الوكالة "إن الحركة باتت تشبه في سلوكياتها سرب الحشرات، وهناك تسلسل هرمي أقل في هيكليتها مقارنة ببدايات القرن الحالي ما يجعلها أكثر مرونة وتأثيرا وأقل عرضة للهجوم من الخارج". وحظرت هولندا تجنيد مقاتلين للجماعات المتشددة وهي الآن تبحث إجراءات قانونية لمنع مواطنيها من الانضمام إلى المجموعات المقاتلة في الخارج. وقال منسق مكافحة الإرهاب في الحكومة في رسالة إلى البرلمان الهولندي اليوم الاثنين إن شابا في الثامنة عشرة من عمره اعتقل مؤخرا في لاهاي للاشتباه بتجنيده عناصر للقتال في سوريا، كما صودرت جوازات سفر 30 شخصًا يشتبه في أنهم يريدون بالفعل السفر إلى هناك.