قال مسئولون انتخابيون إن نحو 630 ألف ليبي -أي أقل من نصف عدد الناخبين المؤهلين- شاركوا في التصويت اليوم الأربعاء في انتخابات برلمانية خيم عليها العنف، حسب رويترز. وقالت مصادر طبية إن خمسة اشخاص على الأقل قتلوا في اشتباكات عنيفة بين إسلاميين وقوات حكومية في مدينة بنغازي الشرقية مع استمرار تزايد الاضطراب في اعقاب الاطاحة بمعمر القذافي قبل ثلاث سنوات. وكانت مشاركة الناخبين أقل كثيرا منها في انتخابات يوليو 2012 التي كانت أول انتخابات وطنية حرة على مدى أكثر من 40 عاما. وبعد تشديد اللوائح سجل حوالي 1.5 مليون ناخب للتصويت بالمقارنة مع 2.8 مليون ناخب في انتخابات 2012. وأظهر "بث مباشر" للقنوات الاخبارية الليبية من المدن الرئيسية مراكز اقتراع خاوية في أغلبها. وأغلقت مراكز الاقتراع في السابعة مساء. ووجهت الدعوة للانتخابات الشهر الماضي كوسيلة لتعزيز السلطة المركزية بعدما بدأ اللواء السابق خليفة حفتر حملته شرق البلاد. وقال مسئولون إن بعض مراكز الاقتراع ظلت مغلقة لأسباب أمنية في بلدة درنة الشرقية وهي معقل للاسلاميين وفي الكفرة في الجنوب الشرقي التي كثيرا ما تشهد اقتتالا قبليا وفي مدينة سبها الجنوبية الرئيسية. وبدون حكومة وبرلمان يتميزان بالفعالية تكافح ليبيا لفرض السلطة على ميليشيات وقبائل ومقاتلين سابقين معارضين للقذافي مدججين بالسلاح ساعدوا في الاطاحة بالدكتاتور السابق لكنهم يتحدون الآن سلطة الدولة ويقيمون اقطاعيات خاصة بهم. وما يزال جيش ليبيا الذي تشكل حديثا في مرحلة تدريب ولا يمكنه مجاراة المقاتلين الذين تمرسوا خلال الانتفاضة ضد القذافي التي استمرت ثمانية اشهر. وتعاني ليبيا أيضا من أزمة ميزانية. فقد تسببت موجة من الاحتجاجات قامت بها ميليشيات مسلحة في حقول النفط وموانىء الشحن في خفض انتاجها من النفط بدرجة كبيرة وهو شريان الحياة بالنسبة للبلد.