في الصيف تكثر الانفعالات والمشاجرات في الأسرة والشارع والعمل، وتزداد الاضطرابات النفسية والعصبية التي تصل لدرجة الاكتئاب، والقلق والتوتر الدائم، فهل هناك علاقة بين الحرارة والتقلبات المزاجية للإنسان؟ ولماذا تزداد معدلات الجريمة في الصيف؟ الدكتورة هبة العيسوي أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة تفسر العلاقة بين زيادة درجة الحرارة والانفعال والتوتر قائلة: ارتفاع درجة الحرارة تؤدي لحدوث تغييرات في كيمياء المخ، واضطراب الغدد الصماء وزيادة إفرازات الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى زيادة التوتر والعوارض والسلوك العدوانية، وهذا يفسر السر وراء زيادة معدلات الجريمة في فصل الصيف عنها في أي من فصول السنة الأخرى. وتقول "عيسوي" إن الإحصائيات تؤكد انتشار معدلات الجريمة مع فصل الصيف، فنحن لا نستطيع تحمل الحرارة المرتفعة لفترة طويلة، خاصة لبعض الحالات المرضية كالمصابين بارتفاع ضغط الدم أو مشاكل في الغدة الدرقية، والصداع وكذلك مع الزحام واختناق التنفس، وقلة النوم والوسواس القهري المصاب به البعض، كل هذه العوامل تهدد بتحول الإنسان لمريض نفسي أو عصبي نتيجة للضغوط التي يواجهها مع ارتفاع درجة حرارة الشمس. وتضيف العيسوي أن الجو المناسب المعتدل يساعد على الاتزان النفسي، أما تقلبات الجو كالحرارة الشديدة أو الأتربة أو البرودة الشديدة تؤدي إلى التقلبات المزاجية ويصبح الشخص سهل الاستثارة والانفعال، ويدخل في دائرة التوتر النفسي، ويقدم على تصرفات يتعجب من حدوثها بعد عودته إلى حالته الطبيعية أو العادية، ومع تعرض الأفراد العاديين للعوامل الخارجية المتمثلة في الزحام، وارتفاع درجة الحرارة يؤثر على اتزانه النفسي وتكيفه مع المجتمع ويعود إلى منزله متوتراً نفسياً، وتأخر تصرفاته مع أسرته صورة انفعالية،ونجد هذه التوترات تقل بقلة درة الحرارة، واختفاء الزحام، وهذا يفسر انتشار أعراض الصيف في الريف ،حيث الخضرة والطبيعة الجميلة، وكذلك في المدن الجديدة يقل الزحام فيها. وتشير العيسوي إلى أن هناك عوامل داخلية تؤدي إلى الانفعال مثل طبيعة الشخص التي لديها الاستعداد الوراثي للانفعال أو طريقة التربية التي بها عنف زائد أو الإصابة بأي من الأمراض النفسية والعصبية الأخرى، والتي تزيد من حدة الانفعال لدى الشخص.