حمل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الحكومة السورية وجماعات المعارضة مسئولية إخفاق المجتمع الدولي في التوصل إلي حل دبلوماسي للأزمة السورية. ولم يحدد بان كي مون في مؤتمره الصحفي الذي عقده اليوم بمقر الأممالمتحدة جهة بعينها كانت هي السبب في اعلان المبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمي تقديم استقالته كوسيط للجامعة العربية والأممالمتحدة لحل الأزمة التي دخلت عامها الرابع منذ شهرين تقريبا. وحاول بان كي مون في مؤتمره الصحفي المشترك اليوم مع الأخضر الإبراهيمي تقديم تبريرات لطلب الإبراهيمي الإعفاء من منصبه اعتبارا من 31 مايو الجاري. وقال للصحفيين إن الإبراهيمي سعي على مدى عامين تقريبا إلى إنهاء الحرب الأهلية الوحشية،وواجه أوضاعا شبه مستحيلة مع انقسام الدولة السورية ومنطقة الشرق الأوسط والمجتمع الدولي الأوسع، حول سبل إنهاء الصراع. وأثني الأمين العام علي دبلوماسية الأخضر الإبراهيمي في تنظيم مؤتمر جنيف حول سوريا وتيسير إجراء المحادثات السورية، ولكنه أعرب عن الأسف لأن الأطراف، وخاصة الحكومة، قد أثبتت ترددها في استغلال تلك الفرصة لإنهاء البؤس الهائل في البلاد،علي حد قوله. وجدد "بان" مناشدته للأطراف السورية إبداء الحكمة والشعور بالمسئولية لتمهيد الطريق للخروج من هذا الكابوس، مؤكدا علي ضرورة محاسبة المسئولين عن ارتكاب الجرائم المروعة في سوريا بما في ذلك التجويع المتعمد للمدنيين السوريين عن طريق الحصار ومنع الوصول الإنساني إليهم، وحث بان كي مون جميع الأطراف, بما فيها الدول المتمتعة بالنفوذ، على التفكير بعمق فيما يتعين فعله في هذه اللحظة من أجل توليد الأمل لتوفير مستقبل أفضل للشعب السوري. من جانبه أعرب الأخضر الإبراهيمي عن حزنه العميق لمغادرة مهام منصبه دون حقن دماء السوريين، وقال موجها حديثه للأمين العام - عقب انتهاء بان كي مون من تصريحاته " من المحزن للغاية أن أغادر المنصب وأترك سوريا في مثل هذا الوضع السيء، ولكنني واثق سيدي الأمين العام بأنك ستواصل بذل كل ما يمكن لبشر أن يفعله للعمل مع مجلس الأمن وجيران سوريا، والأطراف السورية نفسها لإنهاء هذه الأزمة". وأكد الإبراهيمي علي ايمانه بأن الأزمة السورية ستنتهي يوما ما، ولكنه تساءل قائلا " كم عدد من سيلقون حتفهم؟ وماهو حجم الدمار الذي سيحدث قبل أن ينتهي الصراع؟". ومن جانبه، رفض المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوجريك اليوم تأكيد أو نفي ترشيح الدبلوماسي التونسي السابق ورئيس حزب المبادرة حاليا كمال مرجان لخلافة الأخضر الابراهيمي. وقال للصحفيين في المؤتمر الصحفي اليومي إن استقالة الإبراهيمي لا تعني تخلي بان كي مون والأممالمتحدة عن نهج حل الأزمة السورية دبلوماسيا. وشدد علي التزام الأممالمتحدة وأمينها العام ببيان جنيف الذي تم التوصل إليه بين أطراف الأزمة في 30 يونيو 2012. وقال " ربما تكون بعض الأطراف قد تخلت عن بيان جينيف، لكن بان كي مون والأممالمتحدة لم يتخليا عن المبادئ الواردة في ذلك البيان".