بدأ المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، حواره مع الإعلاميين إبراهيم عيسى ولميس الحديدي، قائلا: "كتر الكلام يقل محاسنه"، وذلك ردا على سؤال وجهه إليه "عيسى" حول صمته خلال الفترة الماضية. وأضاف السيسي في حواره مع قناتي "سي بي سي" و"أون تي في": "صمتي كان ضرورة، وأنا مش باتكلم كتير، وده من طبيعتى"، وقال: "المواطنون ينتظرون مني كلاما محددا". وقال السيسي إن حرصه على الظهور المحدود قبل فترة الدعاية يرجع لرغبته في أن يكون مثلا وقدوة للجميع، واحتراما لقانون اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أنه لم يكن صامتا وإنما كان يتحرك ويجري اتصالات بجميع الأطياف الاجتماعية للتوقف على رأيهم في القضايا المختلفة. وأوضح السيسي خلال حواره أنه لا يفضل الحديث كثيرا وإنما يؤمن بالحكمة أن كثرة الكلام تقلل الفعل والإنجاز، مشيرا إلى أنه على قناعة بأنه يجب احترام القانون الذي يحدد كل شيء، مضيفا: "لا أحد يستطيع الاقتراب من مصر لأن بها أناسا يستيطيعون حمايتها في الداخل والخارج". وردا على سؤال حول أنه سيكون رئيسا صامتا، قال السيسي: "أخطاء الأنظمة السابقة عدم التواصل مع المواطنين". ونفى السيسي أن يكون انحيازه لمطالب الملايين في ثورة "30 يونيو"، يرجع لرغبته في الاستيلاء على الحكم، مشيرا إلى أنه لو فكر بهذه الطريقة لما احترم نفسه ولما احترم الشعب المصري. وأكد السيسي أنه اتخذ قراره بالترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، عندما وجد أن هناك حالة من السعي لإسقاط مصر، مشيرا إلى أنه كان عليه أن يستجيب لاستدعاء المصريين. ونوه إلى أن استدعاء المصريين له تجسد في الاستفتاء على الدستور، موضحا أنه رصد استدعاء المصريين من خلال الإعلام والتوابير الكبيرة التي شكلت قرارا بالنسبة له. وقال المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، إنه تعرض لمحاولتي اغتيال بعد ثورة 30 يونيو. وأضاف: "أنا مش بخاف.. لايوجد أي شخص يستطيع أن ينقص أو يزيد من عمري، واستطلعت رأي أسرتي قبل اعتزامي الترشح للرئاسة". وكشف السيسي أن أجهزة الدولة الأمنية اكتشفت محاولتين لاغتياله عقب ثورة "30 يونيو"، مشيرا إلى أنه يؤمن بأن عمره مكتوب ولن يزيده أحد ولن ينقص منه أحد. وقال السيسي، إنه بعد اتخاذ قراره بالترشح للانتخابات الرئاسية أخطر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقراره الترشح للانتخابات الرئاسية. وأوضح السيسي خلال حواره أنه أبلغ قيادات القوات المسلحة بقراره ولم يكن يستأذن، مشيرا إلى أنه أخطر القيادة العسكرية بقراره وذلك بهدف ترتيب عملية خروجه. وأضاف: "منصب القائم العام للقوات المسلحة منصب رفيع لا يستأذن أحدا"، مشيرا إلى أنه شارك في ترتيب البيت العسكري من الداخل على خلفية خروجه. ونوه إلى أن موجة الإرهاب التي ضربت مصر عقب قرارات 3 يوليو، كانت دافعا له للترشح للانتخابات الرئاسية، موضحا أنه لم يستأذن أحدا فيما فعله بعد الموجة الثورية في "30 يونيو"، ولن يستأذن أحدا. وبشأن رد قيادات المجلس العسكري على قرار ترشحه قال السيسي: "قالوا لي إنهم لو يحبونني لطالبوني بعدم الترشح وإنما يحبون مصر ولذلك ليس هناك أمامه خيار سوى الترشح". وحول الطرف الذي استشاره في قراره بالترشح للانتخابات الرئاسية، أضاف: "زوجتي وأسرتي كانت خائفة، لكنها أكدت لي أنني ليس أمامي اختيار سوى الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية". وقال عبد الفتاح السيسي، إنه اتخذ قراره بالالتحاق بالجيش المصري عقب نكسة يونيو 1967 بعد رؤيته لكسر النفس وكسر الخاطر في عيون الشعب المصري وذلك في عام 1970، بالمدرسة العسكرية الجوية. وأوضح أنه فضل الالتحاق بالمدرسة العسكرية الجوية، لأن أول ما ضرب في نكسة يونيو سلاح الجو المصري، مشيرًا إلى أنه التحق بالكلية الحربية ليكون أحد أبناء الجيش المصري لحماية مصر من السقوط. وحول تشبيهه بعبد الناصر قال السيسي: "يا ليتني أكون عبد الناصر فعبد الناصر لم يكن للمصريين صورة على حائط وإنما كان صورة وصوتًا في قلوب المصريين". ولفت السيسي، إلى أن الخطاب الديني في العالم الإسلامي أفقد الإسلام إنسانيته، مشددًا على أن الخطاب الديني يحتاج إلى تطوير ومراجعة. وأكد السيسي أن هناك فرقاً بين إسلام المرء وإسلام الدولة، موضحًا أن إسلام المرء سيحاسبه عليه الله سبحانه وتعالى وإنما إسلام الدولة يعني الالتزام بأدبيات الإسلام في تطبيق القانون والالتزام به. وانتقد السيسي عدم تطوير الخطاب الديني واستدعاء ما مضى، مشيرًا إلى أن فهم الدين يحتاج إلى إعادة تفكير. وكشف السيسي، عن أنه قام بخطبة زوجته في 1975، وهو في الكلية الحربية، مشيرًا إلى أنه وعد زوجته بخطبتها وهو في الثانوية العسكرية حيث أكد لزوجته أنه إذا نجح في المدرسة العسكرية ودخل الكلية الحربية لقام بخطبتها. ونفى السيسي أنه سيحكم مصر بعقلية رجل المخابرات، قائلاً: "لن أحكم مصر إذا فزت في سباق الرئاسة بعقلية رجل المخابرات لأن الشخص والضابط بالقوات المسلحة يتم تأهيله وهو طالب بالكلية الحربية، وذلك بتدريبه على القيادة في كل موقع يتولاه". ونوه السيسي إلى أنه في حالة فوزه في الانتخابات الرئاسية، سيسعى لأن تتكاتف أجهزة الدولة في مواجهة حالة الانفلات الأخلاقي الاجتماعي، مشيرًا إلى أن ذلك يحتاج إلى وقت وتكاتف التعليم ودور العبادة ووسائل الإعلام. وفي لاءات ثلاث أكد عليها السيسي المرشح، رد على سؤال أنه مرشح القوات المسلحة بالقول "لا قاطعة"، كما رد على سؤال: هل ستحكم مصر بمعرفة القوات المسلحة؟ فرد قائلاً: "لا قاطعة"، وأيضا كان رده على سؤال: هل هو الحاكم الفعلي لمصر.. بالقول: "لا قاطعة". وأوضح السيسي أنه لم يكن للقوات المسلحة أي دور في حكم مصر على مدى الثلاثين عاما الماضية سوى حماية الأمن القومي والمشاركة في التنمية إن أمكن، مشيرا إلى أنه لن يكون هناك دور للجيش في حكم مصر لأن ذلك غير مقبول. ولفت السيسي إلى أنه لم يكن هو الحاكم الفعلي لمصر وأنه التزم بما جاء ببنود خريطة الطريق كاملة، موضحا أنه لم يكن له أن يخدع نفسه أو يخدع المصرين بأن يقول شيئا ويفعل عكسه. وأضاف: "كلامي أمام كلام من يدعي ذلك واسألوا الوزراء الذين شاركوا في حكومة الدكتور الببلاوي وخرجوا منها، موضحا أنه كان يقدم نفسه لضيوفه من العالم على أنه وزير الدفاع والإنتاج الحربي وفقط. وشدد السيسي على أن القوات المسلحة لم تدعم ولن تدعم في خوض الانتخابات الرئاسية، موضحا أن الجيش المصري ملتزم بدوره في حماية مصر وفقط وعدم التدخل في الشؤون السياسية. وانتقد السيسي استخدام مصطلح العسكر، مشيرا إلى أنه لا يجوز الحديث على أبناء الجيش والقوات المسلحة المصرية على أنهم عسكر ولاسيما أن هذا المصطلح يعود إلى العصور القديمة ويرمز للعسكريين الذين كان يتم استئجارهم في الحروب. وكشف السيسي أنه على مدى مشاركته في حكومتي الببلاوي ومحلب لم يكن يتكلم سوى فيما يتعلق بالقوات المسلحة أو إذا دعي للحديث، مشددا على قرارات ثلاثة صمم عليها واستجابت الحكومة له لوجاهة المنطق الذي يتحدث به وعلى رأس هذه القرارات تمسكه بالحد الأدنى والحد الأقصى للأجور ومعاش التضامن الاجتماعي وذلك لتوفير الحد الأدنى للحياة الكريمة للمواطنين. وقال السيسي المرشح: "لا أنا هنام ولا أنتم هتناموا علشان عيب علينا أننا نترك أولادنا وأحفادنا في عوز وديون وفقر وبطالة 12 مليون شخص". وأوضح أن مشروعه يتضمن مشاريع قومية مثل محور قناة السويس وممر التعمير الذي طرحه الدكتور فاروق الباز، مشيرا إلى أن المصريين عليهم استعداد للصبر أكثر من أي شعب آخر إذا وجدوا شيئا يحدث على الأرض. وحول الأحداث الإرهابية التي تشهدها مصر، أكد السيسي أنها تتراجع ويوما بعد يوم يزيد معدلات عودة الأمن، مشيرا إلى أن الأمن والاستقرار سيتحقق بشكل تدريجي. وشدد السيسي على أن التفويض لم يكن لشخص السيسي وإنما كان للدولة، مشيرا إلى أن التهديدات الداخلية والخارجية استدعت هذا الطلب بالتفويض وأنه لم يكن لديه شك ولو بنسبة 1 في المليون في حجم نزول الشعب المصري لمنح الجيش المصري التفويض. وكشف السيسي أنه طلب منه لقاء مع أحد قيادات الإخوان يوم 23 يونيو، مشيرا إلى أنه على مدى 45 دقيقة ظل هذا القيادي يتحدث عن أن هناك مقاتلين من أفغانستان وسوريا وليبيا سيأتون لمصر وأنهم سيقاتلون حتى الموت دفاعا عن الشرعية. وأضاف: "كان الحديث يستهدف ترويعي"، متابعا بسخرية: "أصل أنا بخاف بصراحة.. والله العظيم الموت أفضل لنا أن نموت من أن يروع مصري واحد في منزله، وقلت لهذا الشخص: اللى يرفع السلاح ضد الجيش هشيله من على وش الأرض". وأكد السيسي أن الجيش المصري ينحاز لشعبه وليس لأحد غير شعبه مهما كان الرئيس الذي يحكم مصر، داعيا الجميع إلى الاطمئنان طلاما الجيش المصري موجود. وشدد السيسي على أن التجاوزات من الشرطة غير مقبولة وأن هدفه في حالة الفوز في الانتخابات الرئاسية فإنه سيسعى لتحقيق المعادلة بين توفير الأمن والحفاظ على حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن التجاوزات ليست منهجا وإنما استثناء. ونوه السيسي إلى أن الجماعات الإرهابية هي سواتر لجماعة الإخوان، مشيرا إلى أن فكر الإخوان سيموت ولن يوجد. وتابع: "مشكلة الإخوان ليست معي وإنما مع الشعب المصري وجماعة الإخوان انتهت وليس قراري وإنما أنهاها الشعب المصري"، موضحا أن هذه الجماعة علمت في نفوس المصريين بشكل كبير. وأشار السيسي إلى أن ما قام به جماعة الإخوان على مدى العام الذي حكم فيه مصر وكذلك على مدى الشهور الثمانية التي عقب ثورة "30 يونيو"، تعبر عن الغباء السياسي والديني، مشيرا إلى أن فكر الإخوان لن يعود. وعن مطالب العفو عن شباب الثورة قال: "قال السيسي الموضوع بيد القضاء"، وعن امتلاكي لحق العفو فساعتها لكل حدث حديث في حالة فوزي في الانتخابات الرئاسية".