أجرت صحيفة(واشنطن بوست) الأمريكية حوارا مع قادة المعارضة السورية الذين استلموا أول شحنة من الصواريخ الأمريكية لاستخدامها خلال معاركهم مع قوات النظام، حيث اعتبر هؤلاء أن هذا الأمر يمثل "خطوة أولى مهمة". وأفادت الصحيفة الصادرة اليوم الإثنين في تقرير لها بثته على موقعها الألكتروني - بأن فصيل "حركة حزم" المعارض بقيادة الشاب عبد الله عودة /28 عاما/ قد تم اختياره لاستلام أول شحنة من الصواريخ الأمريكية، وذلك في محاولة طموحة لتشكيل جيش معارض محترف جديد ومتطور. وعزا عودة سبب اختياره لاستلام هذه الأسلحة إلى الفكر والنهج المعتدل الذي تتبعه "حركة حزم" التي تتخذ من محافظة أدلب مقرا لها، فيما اعتبرت "واشنطن بوست" أن مشهد وصف المعارضة السورية بات بعيدا كل البعد عن وجهة النظر المنتشرة بشكل متزايد إزاء سقوط المعارضين السوريين تحت ايدي المتشددين، الأمر الذي جعل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تمتنع سابقا عن تسليح المعارضة. وقالت الصحيفة:" إن وصول صواريخ أمريكية مضادة للدبابات من طراز تاو إلى قاعدة "حركة حزم" بالشهر الماضي، وهى أول شحنة أسلحة أمريكية متطورة تصل إلى سوريا منذ بدء الصراع، تسبب في انعاش وتجديد الآمال بين المعارضين بشأن استعداد إدارة أوباما لتخفيف اصرارها على عدم منحهم أسلحة متطورة يمكن أن تساعد على تغيير معادلة المعركة لصالحهم". ورصدت الصحيفة تصريحات بعض المعارضين بأن حصولهم على عدد قليل من صواريخ بي جي إم-71 تاو، المصنوعة قبل نحو عقدين وتعتبر أفضل حالا من نماذج مماثلة من روسيا وفرنسا وصلت إلى المعارضين من جانب حلفائهم واصدقائهم بالسوق السوداء خلال العام الماضي، لن يغير قواعد اللعبة ضد الرئيس بشار الأسد لا سيما بعد أن نجحت حكومته عبر الثلاثة أعوام الماضية في إخراج قوات المعارضة من العديد من معاقلهم المهمة بما ساهم في انهيار احلامهم بالنصر. ومع ذلك رأى عودة أن هذه الأسلحة تعد "خطوة أولى مهمة" وأشار إلى أنها لم ، تسلم مباشرة عن طريق الولاياتالمتحدة، بل سُلمت من خلال دول "أصدقاء سوريا"، وهي دول تشكل تحالف مدعوم من جانب واشنطن ويتضمن القوى الغربية ودول الخليج العربي، بينما تعهد المعارضون بعدم إعادة بيع هذه الأسلحة وحمايتها ضد السرقة. وأبى عودة أن يدلي بمزيد من التفاصيل حول استلام هذه الصواريخ، بيد أنه أكد أن هذه الشحنة حظت على موافقة واشنطن وتأييد المسئولين الأمريكيين، وقال:" إن أهم ما في الموضوع ليس استلام صواريخ تاو، بل في تغيير السياسات الأمريكية ونهجها نحو السماح لأصدقاء سوريا بدعم الشعب السوري، وذكر أن الأمر يعد نفسيا أكثر من كونه ماديا. واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن هذا الأمر يمثل أيضا اختبارا لعودة، وهو قائد غير معروف قرر في شهر يونيو من عام 2011 الانشقاق عن الجيش السوري والقتال في أكبر وأعنف المعارك ضد القوات النظامية، لافتة إلى ما قاله بإنه "يسعى لبناء دولة ديمقراطية تحكم سوريا عن طريق المساواة والحرية واختفاء الفاشية والدكتاتورية نهائيا. وعلى النقيض، قال محللون (حسبما نقلت واشنطن بوست) إن عودة كسب سمعة القائد الجسور، الذي أبى أن يصبح مجرما، وهو الأمر الذي شوه صورة العديد من المعارضين غير الإسلاميين.