تتعاظم جهود المثقفين المصريين والعرب جنبًا إلى جنب مع جهود دولية لتحرير الشاعر القطري محمد بن الذيب العجمي من غياهب السجون، فيما تبرهن الجماعة الثقافية المصرية مجددًا على انتصارها لقيم الحق والحرية والإبداع ورفض الاستبداد والتبعية لأعداء الأمة العربية. وكان ابن الذيب قد صدر ضده حكم بالسجن لمدة 15 عامًا بسبب إلقائه قصيدة تنتقد النظام الحاكم في قطر، وهو يعاني من السجن الانفرادي منذ عام 2011، واتهم بمحاولة قلب نظام الحكم والمساس بالذات الأميرية، رغم أنه لم يحمل أي أسلحة أو ينتمي لأي تنظيم أو جماعة. من جانبه، أعرب الدكتور رفعت السعيد الرئيس السابق لحزب التجمع، عن شعوره بالدهشة حيال "دويلة تنفق مليارات الدولارات على شراء أسلحة وتنام في حضن المخابرات الأمريكية وترتعد من بيت من الشعر"، على حد قوله. وقال الشاعر المصري الكبير عبدالرحمن الأبنودي إن "الشاعر صوت الأمة وضميرها اليقظ المنتبه والسابح ضد التيار"، معربًا عن دهشته من الحجر على حرية الرأي بهذا الشكل، فيما رأي أن "البلد الذي يسجن فيه الشاعر هو بلد يسجن الحرية". واللافت أن جلسات محاكمة هذا الشاعر كانت سرية وشابتها الكثير من أوجه العوار في الإجراءات ناهيك عن عدم تصور محاكمة شخص بسبب قصيدة بالقرن الواحد والعشرين، فيما وصف نجيب النعيمي محامي الشاعر السجين الحكم بسجنه لمدة 15 عامًا بأنه "قرار سياسي وليس قضائيًا". وطالب الفريق ضاحي خلفان، عضو المجلس التنفيذي في حكومة إمارة دبي، نظام الحكم القطري بإطلاق سراح هذا الشاعر السجين بسبب قصيدة، فيما أكدت عائلة هذا الشاعر أن القضاء في قطر خرج بصورة صارخة عن أبسط مبادئ العدالة وقبل "تسييس القضية"، التي لا تعدو كونها قصيدة تشيد بالربيع العربي بعد الثورة التونسية. ومن المثير للدهشة، أن النائب العام القطري علي بن فطيس أعرب عن أسفه لعدم الحكم على الشاعر ابن الذيب بالإعدام فيما كان هذا الشاعر قد أضرب عن الطعام لحرمانه من لقاء ممثلين لمنظمات حقوقية دولية.