أبلغ الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساء أمس أن المصالح الاستراتيجية للبلدين ستبقى "متوافقة"، بحسب ما نقل مسئول أمريكي بعد لقاء بين الرجلين. وسعى أوباما إلى طمأنة الملك عبدالله أمس الجمعة، بأنه سيدعم مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين وسيرفض إبرام اتفاق سيئ مع إيران خلال زيارة تهدف إلى تهدئة مخاوف المملكة من تداعي التحالف القائم بين البلدين منذ عقود وفق ما أورد موقع العربية نت. وأكد أوباما الذي طار بالهليكوبتر إلى مخيم الملك بالصحراء، أهمية علاقة واشنطن بأكبر مصدر للنفط في العالم خلال اجتماع استمر ساعتين ركز على الشرق الأوسط ولكنه لم يتناول الطاقة أو حقوق الإنسان. وفي العام الماضي حذر مسئولون سعوديون كبار من "تحول كبير" عن واشنطن بعد خلافات شديدة بشأن استجابتها لانتفاضات "الربيع العربي"، وسياستها إزاء إيران وسوريا، حيث تريد الرياض دعمًا أمريكيًا أكبر لجماعات المعارضة. وقال مسئول أمريكي للصحفيين بعد الاجتماع إنه على الرغم من أن الزعيمين ناقشا "الاختلافات التكتيكية" فقد اتفقا على أن المصالح الإستراتيجية للبلدين لا تزال متوافقة. وقال المسئول "أعتقد أنه كان من المهم الحصول على فرصة للقدوم لرؤيته (الملك عبدالله) وجهًا لوجه وتوضيح مدى إصرار الرئيس على منع إيران من امتلاك سلاح نووي". وأضاف أن الاجتماع كان فرصة للتأكيد للملك "أننا لن نقبل باتفاق سيئ وأن التركيز على القضية النووية لا يعني أننا غير مهتمين بأنشطة إيران لزعزعة الاستقرار في المنطقة أو لا نركز كثيرًا على المسألة". في المقابل، قال زهير الحارثي عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشورى إن القمة السعودية الأمريكية التي جمعت العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي باراك أوباما كانت قمة مصارحة وإعادة تقويم للعلاقات بين البلدين على خلفيات ملفات المنطقة. وأضاف أن الرياض تريد أن تدرك واشنطن حجم المخاطر والتحديات التي تحيط بالمنطقة، مما يستدعي من واشنطن إعادة النظر بسياستها. كما أكد الحارثي في لقاء مع قناة "العربية" أن السعودية لا تريد اختزال موضوع إيران بمسألة الملف النووي فقط، بل تريد أن تسمع من واشنطن ما الضمانات التي قدمتها لها إيران بشأن هذا البرنامج، مشيرًا إلى أن السعودية تريد إعادة الحيوية لعلاقتها مع واشنطن لكن على ضوء تفاهمات واضحة وصريحة.