" شعب يحب الحياة ويصنع المعجزات" رسالة الشعب الفلسطيني لكل شعوب العالم، وقد جاء خبر ولادة طفل فلسطيني من نطفة مهربة ليطرح من جديد أسئلة وعلامات استفهام حول طبيعة الشعب الفلسطيني ومدي توافقه مع أية ظروف ليثبت للعالم أنه قادر علي الحياة والتواصل من وراء القضبان ويعيد إلي الذاكرة رموز المقاومة الفلسطينية من النساء أمثال ليلي خالد عضو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي اشتهرت بخطف الطائرات وأثبتت أن طعم الأنوثة لديهن اختلط بلون الدم ليقدمن أروع المثل في النضال والمقاومة. "الحقن المجهري" أخر صور المقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني بداية من اختطاف الطائرات مرورا بالعمليات الاستشهادية وصولاً إلي المقاومة السياسية "المفاوضات" التي لايعول عليها الشعب الفلسطيني كثيراً نظراً للخلل الحادث في ميزان القوي الاقليمية لصالح إسرائيل وسيطرة لغة المصالح عليها. والحقن المجهري هو وسيلة إخصاب مساعدة بالمعمل حيث يتم فيها حقن المبيض بحيوان منوى عن طريق إبرة متناهية الصغر ويتم اللجوء إلي الحقن المجهرى فى الحالات التى تكون فيها الحيوانات المنوية نادرة أو ضعيفة الحركة وفى الحالات التى لا يوجد بها حيوانات منويه فى السائل المنوى يتم أخذ عينة من الخصية تحت مخدر عام أو موضعى. ومن خلال هذة العينة يتم استخلاص الحيوانات المنوية الصالحة للحقن المجهرى. عيسي خليل النواجعه من محافظه الخليل ومحكوم عليه باثنين وعشرين عامًا في سجون الاحتلال الاسرائيلي رزق اليوم بطفله جديده بعد تهريب نطفه لزوجته التي أعربت عن سعادتها قائله "كان هدفنا أن نتحدي الاحتلال ونرزق بأطفال حتي لو كنا أسري داخل السجون". حالة الأسير الفلسطيني عيسي النواجعة لم تكن الأولي وربما لن تكون الأخيرة , فقد سبقه الأسير زياد محمد بزار والمحكوم عليه 23 عاما، والتي وضعت مولودها رائد بعد تهريب نطفة زوجها من داخل الأسر حيث أجريت لها عملية إخصاب ناجحة . بذرة أمل جديدة يغرسها أبطال المقاومة الفلسطينية ليثبتوا أنهم شعب متمسك بالأمل رغم الألم المتراكم من خلال الاحتلال وممارساته القمعية المسئولون الفسطينيون أكدوا أن الفرحة الحقيقة هي بالإفراج عن كافة المسجونين ليحتضنوا فلذات أكبادهم عنوة عن الاحتلال وسجانيه أحرار مع عائلاتهم في سماء الحرية. رد الفعل الرسمي الفلسطيني يثبت دومًا أن هناك انسجاما بين المقاومة وبين النظام وإن اختلفت الحسابات والمعايير وهو ما كشف عنه وزير الأسرى الفلسطيني عيسى قراقع في تصريحات منسوبة له بوسائل الإعلام العربية بأن السلطة قررت إجراء عمليات زراعة "أطفال الأنابيب" بالمجان لجميع الأسرى الراغبين، سواء الذين ما زالوا داخل سجون الاحتلال أو المحررين، وذلك من باب حقهم بأن يكون لديهم أطفال. وأوضح قراقع بأن هناك الكثير من الأسرى الفلسطينيين أصيبوا بالعقم جراء ما تعرضوا له في داخل سجون الاحتلال من تعذيب نفسي وجسدي، مشيرا الى أن السلطة قررت مساعدتهم من خلال إجراء عمليات زراعة للذين لا يستطيعون الانجاب بشكل طبيعي، وخاصة الذين ما زالوا خلف قضبان الاحتلال ويقضون أحكاما بالسجن لسنوات طويلة. وأكد قراقع بأنه من حق الأسرى إجراء عمليات زراعة لانجاب أطفال، مشيرا الى أن الأسرى غير قادرين من الناحية المالية على دفع تكاليف عمليات الزراعة، الأمر الذي دفع السلطة لتبني دفع التكاليف، وبالتعاون مع المراكز الطبية الفلسطينية الاهلية المتخصصة في مجال أطفال الانابيب. وجاء قرار السلطة بإجراء عمليات الزراعة للأسرى الفلسطينيين سواء المحررين أو الذين ما زالوا قيد الاعتقال في سجون الاحتلال على ضوء نجاح العديد من الأسرى من تهريب "نطفهم" – حيواناتهم المنوية بشكل سري – من داخل سجون الاحتلال لتزرع في زوجاتهم ضمن عملية التخصيب الاصطناعي حيث رزق العديد منهم بأولاد، وهم داخل سجون الاحتلال. وقال قراقع: واقع السجن وضغط السجن والأوضاع اللا إنسانية للسجون سببت الكثير من الأمراض للأسرى من ضمنها العقم، وبالتالي هناك أسرى وخاصة الذين يقضون سنوات طويلة في السجن واجهوا هذه المشاكل، ومن هذا المنطلق نحن حاولنا ايجاد طريقة لعلاجهم ومساعدتهم في الإنجاب من خلال عمليات أطفال الانابي'. وأضاف قراقع :أي أسير يستطيع تهريب "نطفه"- حيواناته المنوية – ستوفر وزارة الصحة الفلسطينية كل التكاليف المالية لعملية الزراعة له'، موضحا بأن مجانية عمليات الزراعة للأسرى الفلسطينيين تشمل كذلك الأسرى المحررين الذين اأطلق سراحهم. يبدو أن الأيام القادمة ستشهد أشكالا وصورًا جديدة من أشكال المقاومة الفلسطينية، بحيث يفرض علي الاحتلال الصهيوني نوعاً من المرونة في التعامل مع القضية الفلسطينية ويعطي المسار السياسي التفاوضي أولوية وجدية يمكن من خلالها استيعاب سلاح المقاومة.