يتوقف معظم أطباء الأورام عند إبلاغ المريض بأنه "مريض بالسرطان" فقط، ولا يخبرونه ببعض الأشياء الهامة التي تساعده في التأهيل النفسي- قبل العلاجي- في استيعاب أنه حامل لهذا المرض، الذي يخاف منه المجتمع بشكل عام. وفي هذا الشأن، تحدثت "بوابة الأهرام" مع إسراء الشوربجي، عضوة الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان CanSurvive والمدافعة عن حقوق المرضى، التي طرحت بدورها تساؤلًا حول ما إذا كان الطبيب قد نسي أن يقول للمريض بعض هذه الأشياء التي ستوضحها في حديثها أم أنه تناسى ذلك متعمدًا. بدأت إسراء حديثها بأن الطبيب عندما يخبر المريض بأنه مصاب بالسرطان، يتوقف عند هذا الحد، ولا يعطي بعض المعلومات عن بروتوكول أو نظام العلاج ومدته، وذلك عند معظم الأطباء، وقالت إن ذلك شيئًا هامًا للغاية بالنسبة للمريض. وأوضحت عضوة CanSurvive أن الطبيب لا بد أن يوضح للمريض كيفية إيصال معلومة أن الشخص المصاب يعاني من مرض "سرطان" لأطفاله، وكيفية تعامل الأبناء مع ذلك، وماذا يقول المريض لمديره في العمل وزملائه، ومعرفة كيفية التعامل معهم حتى لا تتغير نظرتهم له. وأضافت الشوربجي أن الطبيب يتغاضى عن نقطة هامة أيضًا، وهي أن كلمة "سرطان" في مجتمعنا تكاد تكون من الكلمات "العيب"، ولا بد من استبدالها بكلمات الاستعاذة بالله أو على أقصى تقدير قول "مصاب بالمرض"، وذلك شيء يؤثر بالسلب على نفسية المريض. واستنكرت إسراء الشوربجي وضع المجتمع لمعايير وخصائص للجمال، منها أن الشعر ونضارة البشرة وبهاء الوجه من أهم أساسيات تلك الخصائص، وأنهما لو ضاعا ستضيع جاذبية الشخص، قائلة أن ذلك يضع عبئًا نفسيًا على المريض، كما أبدت استنكارها في نقطة رفض بعض الأشخاص الارتباط بشخص آخر أحد والديه مصاب بالسرطان، وذلك خوفًا من أن يكون حاملاً للمرض. وقالت: "بعد فترة من إدراك المرض، سيشعر المريض بمشاعر داخلية عميقة لم يشعر بها خلال ما مضي من عمره، وهو مزيج غريب من التواصل مع الذات مصحوبًا بإحساس السكينة"، وأضافت أنه سيجد أن معظم الناس تعطيه بسخاء وكرم في الشعور بالشفقة، مع بخل في الاهتمام به، كما سيجد أن بعض الأصدقاء الذين انقطعت الصلة بهم منذ سنوات سيعودون مرة أخرى إليه بعد معرفتهم بخبر إصابته بالمرض. وأوضحت الشوربجي أن المريض سيكتسب بعض المهارات الجديدة التي لم يعرفها طوال حياته، مثل الاستمتاع بأبسط الأشياء في الحياة، وسيجد نفسه بعد شفائه- بإذن الله- أنه أصبح إنسانًا أفضل من السابق وأكثر قدرة على الاستمتاع بحياته، وذلك بشهادة الجميع. وتمنت في نهاية حديثها أن لا يتناسى أطباء الأورام تلك النقاط الهامة، وأن يخبروا المريض بها حتى يساعدوه على التأهيل النفسي الذي سيساعده على العلاج والشفاء من المرض. جدير بالذكر، أن الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان Cansurvive هي الجمعية العربية والإفريقية الوحيدة الحاصلة على عضوية التحالف العالمي لسرطان الرئة.