تبادلت السلطات السورية وناشطون معارضون السبت الاتهام بخرق الهدنة التي اعلنت في الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حمص القديمة، وذلك غداة إجلاء عشرات الأشخاص الذين كانوا محاصرين منذ أكثر من 600 يوم في ظروف مروعة. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن محافظ حمص طلال البرازي قوله ان "المجموعات الارهابية المسلحة قامت صباح اليوم (السبت) بخرق الهدنة في مدينة حمص القديمة عبر إطلاق قذائف هاون على مبنى قيادة الشرطة في منطقة الساعة القديمة". وأشار المحافظ إلى أنه "تم توجيه القادة الميدانيين بالتحلى بأعلى درجات ضبط النفس لانجاز عملية اخراج المدنيين المحتجزين من قبل المجموعات المسلحة فى حمص القديمة". واتهم ناشطون، من جهتهم، النظام السوري بتعطيل عملية ادخال المساعدات الغذائية واخراج المدنيين المحاصرين من المدينة القديمة. وتحدث الناشط يزن الحمصي من حمص القديمة في بريد الكتروني عن "استهداف المنطقة المحاصرة وبالتحديد المناطق القريبة من مكان دخول قوافل المساعدات (منطقة السوق والحميدية داخل الاحياء المحاصرة) بعدد من قذائف الهاون مصدرها الاحياء الموالية، في خرق للهدنة القائمة من الساعة السادسة صباحا (4،00 تغ) الى الساعة السادسة مساء (16،00 تغ)". وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن "سماع دوي خمسة انفجارات عند الساعة الثامنة والنصف (6،30 تغ) من صباح اليوم (السبت) في أحياء حمص المحاصرة". وأشار المرصد إلى أن نشطاء في هذه الاحياء اتهموا "القوات النظامية باطلاق قذائف هاون على المنطقة" التي من المفترض ان تدخلها اليوم المساعدات الانسانية. وحذر الائتلاف الوطني السوري المعارض في بيان السبت "من أن فشل" إدخال المساعدات "سيكون مدمرا بالنسبة للمدنيين الابرياء الموجودين في المناطق المحاصرة". لكن مصدرا حكوميا قال لفرانس برس ان المساعدات جاهزة لدخول المدينة القديمة بانتظار "افساح المجال لها للدخول". وياتي ذلك غداة خروج عشرات المدنيين من هذه الأحياء المحاصرة منذ أكثر من عام ونصف عام أثر اتفاق يقضي باجلاء المدنيين وتوزيع المواد الغذائية والمعدات الطبية أعلن عنه الخميس بين الأممالمتحدة والحكومة السورية ومسلحي المعارضة بعد اشهر من المفاوضات. وقال ناشطون معارضون ان الاتفاق يتضمن اتفاقا غير معلن لوقف اطلاق النار لمدة اربعة ايام. وأشارت المنظمة الدولية إلى أن الاتفاق "سيسمح بتقديم مساعدة حيوية لحوالى 2500 مدني" في حمص القديمة. وتفرض القوات النظامية حصارا منذ يونيو 2012 على احياء حمص القديمة الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين. وتعد حمص، وهي ثالث كبرى المدن السورية، "عاصمة الثورة" ضد نظام الرئيس بشار الأسد. ويقول ناشطون إن نحو ثلاثة آلاف شخص ما زالوا يتواجدون في أحيائها المحاصرة منذ يونيو 2012.