أكد السفير المصرى لدى ليبيا محمد أبو بكر، أن اختطاف الدبلوماسيين المصريين يُدخل الأزمة الليبية فى منحنى مختلف له أبعاد أخرى، قال إنها ستضر بالشعب الليبى وبمصالحه، مشيرا إلى أنه لمس انزعاجًا من جميع السفراء العرب والأجانب المعتمدين في ليبيا لكونها سابقة خطيرة بإقحام دولة في نزاعات داخلية. كما أن رئيس بعثة الأممالمتحدة فى طرابلس د. طارق متري، اتصل به للاستفسار عن الموضوع والتقى بعدها مترى، رئيس وزراء ليبيا ومعه عدد آخر من السفراء الغربيين الذين اعربوا عن امتعاضهم. وأوضح أبو بكر، الذي عاد الي القاهرة الليلة الماضية بعد قرار مصر سحب أعضاء السفارة، أنه تم أمس قبيل لقاء طارق مترى، رئيس وزراء ليبيا تسريب خبر غير صحيح حول إطلاق سراح الدبلوماسيين المصريين المختطفين لتخفيف الضغط على الحكومة الليبية، لافتًا إلي أنه سارع بنفيه رسميًا عن طريق وكالة أنباء الشرق الأوسط. وشدد على أن السفراء الغربيين أبلغوا رئيس وزراء ليبيا استنكارهم واحتجاجهم على حادث الاختطاف خاصة أن ليبيا تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة مشيرًا إلى أن مثل هذه الأمور تعقد المشهد الذى لا يدفع ثمنه سوى المواطن والشعب الليبى الشقيق. جاء ذلك فى تصريحات صحفية للسفير محمد أبو بكر، سفير مصر فى ليبيا، اليوم الأحد, بمقر وزارة الخارجية هى الأولى من نوعها منذ وصوله للقاهرة امس عقب قرار إجلاء اعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية أن الأمر بدأ عقب القاء القبض على شخص يدعى شعبان هدية. وقال أبو بكر إنه تم بعد ذلك مباشرة يوم الجمعة الماضي الاتصال بالسلطات المعنية وعرفنا بعدها مباشرة أن هناك تهديدات باختطاف أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية ولم نكن نعرف وقتها ما هو سبب هذه التهديدات، وقال: "عرفنا بعد ذلك أن السبب وراء تلك التهديدات هو الشخص الذى تم إلقاء القبض عليه فى مصر وأنه عضو من غرفة ثوار ليبيا". أوضح السفير أبو بكر أنه تم بعد ذلك توجيه أعضاء البعثة لاتخاذ الاحتياطات اللازمة، ثم جرى اختطاف الملحق الإدارى من منزله برغم التنبيه باتخاذ الاحتياطات مشيرًا إلى أن هناك معلومات لدى الخاطفين حول أماكن سكن أعضاء البعثة المصرية. فيما أشار إلى أن هناك مبنى بجوار وزارة الخارجية الليبية، ويعرفون أن أعضاء من البعثات الدبلوماسية ومنها المصرية يقطنون فيه، وأوضح أبو بكر أنه طلب على الفور من بقية أعضاء البعثة الموجودين فى هذا المبنى التحرك إلى أماكن أخرى، مشيرا إلى أنه نبه رؤساء المكاتب المصرية بما فيهم الدكتور الهلالي الملحق الثقافى لإتخاذ الاحتياطات ، وهو ما تم فعلا ولكن فى ضوء المتاح. وأضاف أنه كان هناك جهد كبير من الحكومة الليبية وأعضاء من المؤتمر الوطنى وبعض القيادات الثورية الليبية والمجتمع المدنى للحفاظ على الامن الشخصى لأعضاء البعثة. وقال إن هناك اتصالات مستمرة كانت تتم مع السلطات فى مصر على مدار الساعة بعد حوادث الاختطاف لأعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية. مشيرا إلى أن الكثيرين فى ليبيا لم يناموا هذه الليلة لإدراكهم حجم التداعيات الخطيرة لتلك الحوادث وهذا التصرف غير المسئول. أضاف أنه تلقى عدة اتصالات من السفراء الغربيين الذين كانوا منزعجين للغاية لتلك الحوادث التى تعد تطورًا نوعيًا فى حالة الحراك السياسى المتسم بالعنف داخل ليبيا، فبعد أن كان هذا الحراك ما بين أطراف الليبية وبعضها بدأ بعدها يتم الزج بأطراف أخرى فى المعادلة.