أكد الدكتور محمد البدري، سفير مصر لدى روسيا، أن آفاق العلاقات المصرية الروسية واعدة، مشيرًا إلى أن هذه العلاقات في مرحلة "النمو"، وهي مرحلة مهمة جدًا بين الدول. وقال البدري، في مقابلة مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بموسكو: "النية السياسية متوفرة لدى الطرفين المصري والروسي لتعزيز العلاقات بين البلدين، لافتًا إلى أن العلاقات حاليًا تتطور بشكل ملحوظ". وذكر البدري أن "مصر بدأت مرحلة الاستقرار، وأن المستثمر الروسي من الذكاء كي يدرك أهمية الاستثمار، سواء الاقتصادي أو السياسي في مصر في الوقت الراهن. وكشف السفير المصري ل"أ.ش.أ" أن التحضيرات جارية حاليا لعقد اجتماع اللجنة المصرية الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي في العاصمة الروسية في أواخر شهر مارس المقبل. وحول التعاون العسكري بين مصر وروسيا قال البدري: " أُفضل ترك الحديث عن هذا الموضوع لأهله، وإنما استطيع التأكيد على أن التعاون العسكري يجري على مستوى عال جدا، فهو قد شمل مشتريات سلاح مصرية من روسيا في السابق، وسيشمل ذلك أيضًا في المستقبل". وذكر السفير المصري "أننا كسرنا حاجز ال 2 مليون سائح روسي في 2013، وأن هذا رقم إيجابي جدا بالنظر إلى الظروف التي تمر بها البلاد". وقال "إن هذا يعكس ثقة السائح الروسي في مصر وفي السوق المصرية، معبرًا عن الأمل بأن يصل عدد السياح الروس في مصر إلى 3 ملايين سائح سنويا". وأشار إلى أنه كان على اتصال دائم بالسيد وزير السياحة المصري هشام زعزوع، على مدار الشهرين الماضيين، كما التقى رئيس الغرفة الفيدرالية الروسية للسياحة لبحث كيفية تطوير التعاون السياحي. ولفت البدري إلى أنه وضع بالتعاون مع المكتب السياحي المصري في موسكو خطة عمل لتطوير السياحة من روسيا إلى مصر، وقد رحب بها السيد وزير السياحة هشام زعزوع. وقال السفير: "إن هذه الخطة، التي سيبدأ تنفيذها، تشمل ضرورة توفير خط اتصال هاتفي مجاني (خط ساخن) للسياح الروس يربط مصر وروسيا مباشرة، وعمل فيلم تسجيلي لمدة 5 أو7 دقائق عن السياحة في مصر خاصة عن البحر الأحمر والأقصر وأسوان". وتابع البدري: "تشمل هذه الخطة أيضا فكرة تشجيع الروس على شراء عقارات في منطقة البحر الأحمر أو استئجارها على المدى الطويل، لأن ذلك سيزيد من الليالي السياحية للروس في مصر، مشيرًا إلى أن ثقة السائح الروسي في السوق المصرية قد عادت بالفعل". وأشار السفير إلى أنه يهتم أيضا بتطوير التعاون الثقافي بين مصر وروسيا، كاشفا عن مجموعة فعاليات يجري التحضير لها حاليًا منها دعوة أدباء ومفكرين مصريين إلى روسيا لمخاطبة الجمهور الروسي، وتنظيم أسبوع للفيلم المصري في روسيا، والعمل على تعريف الروس بالكتاب والكُتاب المصريين. وفي ختام حديثه ل"أ.ش.أ" قال السفير البدري: "باعتباري دارسًا للتاريخ أعرف روسيا وقيمتها جيدًا، والمطلوب زيادة قيمتها في المرحلة القادمة لخلق التوازن في ظل عالم متعدد الأقطاب، وهذا لمصلحتنا ومصلحة قضايانا". وأضاف: " لقد رأيت من الجانب الروسي كل حب ومودة لمصر، وهذا أمر يشجع أي سفير وأي سفارة على العمل المتواصل لتطوير العلاقات بين بلدينا".