أكاديمية الشرطة كانت على موعد، اليوم الأربعاء، مع ثانى جلسات المحاكمة فى قضية "أحداث الاتحادية"، المتهم فيها الرئيس المعزول مرسى وآخرين من قيادات جماعة الإخوان، لم تستمر الجلسة طويلًا، ولكنها شهدت مفارقات مثيرة أبرزها الجدل حول عدم حضور الرئيس المعزول لمقر الأكاديمية وسبب التأجيل. انتشرت قوات الأمن فى محيط الأكاديمية، ونصبت أكمنتها المتتابعة، وبالأخص فى الشارع المواجهة للبوابة رقم 8، والتى غالبا ما يدخل منها مندوبى وسائل الإعلام والصحف ودفاع المتهمين لقاعة المحاكمة. الهدوء كان سيد الموقف حتى وقعت اشتباكات بين أنصار الرئيس المعزول والأمن أمام البوابة الرئيسية فى حوالى الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم، تمكنت خلالها قوات الأمن من ضبط 17 من أنصار مرسى، جارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم. فى تمام الساعة الثامنة و50 دقيقة صباحًا حضر لأكاديمية الشرطة طائرة عسكرية، أكدت مصادر أمنية داخل الأكاديمية أنها أحضرت مرسى من محبسه، وعقب دخول قاعة المحاكمة بالأكاديمية دارت حالة من الجدل والتكهنات حول سبب تأخر انعقاد الجلسة وغياب المعزول عن القفص، حتى تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا. وعندما خرج عصام العريان، القيادى الإخوانى المتهم، إلى قفص الاتهام وردد كلمات مفادها أنهم حضروا للمحاكمة تحت التهديد وبالقوة الجبرية، وأنهم -يقصد المتهمين- مازالوا على مواقفهم رافضين المحاكمة لبطلانها مثلهم مثل مرسى، الذى لا يعلم أين مكانه حتى تلاوته لتلك العبارت من داخل القفص. تسبب كلام العريان فى زيادة نسبة الشك، وأصبح الغموض هو سيد الموقف بالنسبة لخبر إحضار مرسى للأكاديمية من عدمه، وانتشرت الأقاويل حول تواجد الرئيس المعزول فى اتجاهين فريق يرى أنه داخل الأكاديمية ولكنه يرفض المثول للمحاكمة، وفريق آخر أكد أنه لم يحضر للأكاديمية من الأسباب نتيجة دواعٍ أمنية. وسرعان ما حسم المستشار أحمد صبرى يوسف، رئيس المحكمة، الذى ينظر القضية هذا الجدل وقال إنه تلقينًا خطابًا من مديرية أمن القاهرة يفيد بتعذر حضور المتهم نتيجة سوء الأحوال الجوية، وتأجيل القضية لأول فبراير. ولكن سبب التأجيل الذى أعلنته المحكمة، لم يقنع دفاع المتهمين، وكذلك بعض المدعين بالحق المدنى واعترض أحدهم على قرار المحكمة أثناء إعلانه، وأثار حفيظة القاضى الذى احتد عليه وطلب منه الكف عن الكلام حتى نهاية الجلسة. عقب تلاوة القرار تسابق الإعلاميون والصحفيون فى نقل الخبر وهرولت مجموعة نحو بوابة الخروج، والتى تبعد حوالى 3 كيلو مترات، دون انتظار نقلهم بالأتوبيس الخاص بالأكاديمية.