قال عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية، مسئول ملف المصالحة، إن تصريحات رئيس حكومة حماس في غزة إسماعيل هنية لم تأت بجديد يمكن أن يسهم بالفعل في إنهاء الانقسام وإنجاز الوحدة الوطنية، مضيفا "ما نشعر به حيال هذه التصريحات هي أنها مناورة جديدة من شأنها كسب الوقت وإطالة عمر الانقسام". وأوضح الأحمد، في حديث لإذاعة "موطني" الفلسطينية اليوم الثلاثاء، أن الإجراءات التي أعلن عنها هنية بالسماح لكوادر فتح ونوابها بدخول قطاع غزة، هي مسألة تمت مناقشتها منذ اكثر من سنتين وتوصلنا بشأنها إلى حلول في إطار لجنة المصالحة المجتمعية، ولكن "أن يعود هنية لطرحها الآن وكأن الأمر منحة ومكرمة منه، هو أمر مرفوض، لأن من حق أي مواطن فلسطيني أن يغادر ويعود إلى وطنه متى شاء وكيفما شاء، انطلاقا من الحق الذي نص عليه القانون الأساسي الفلسطيني ومواثيق حقوق الانسان، وان المواطن لا يحتاج الى اي قرار بالعودة الى منزله من اي طرف كان". وأضاف الأحمد إن حماس تتصرف وكانها ليست جزءا من الشعب الفلسطيني، بحيث تقدم نفسها انها هي من يملك حق السماح وعدم السماح للمواطنين الفلسطينيين بالعودة الى وطنهم ومنازلهم في قطاع غزة. وقال الأحمد "من يريد الوحدة يمكن أن يحققها الأن فورا دون أي انتظار وليس كما قال هنية إن عام 2014 هو عام الوحدة الوطنية". وأضاف "فنحن، فتح وحماس، وقعنا اتفاق المصالحة عام 2009، داعيا هنية وغيره بالكف عن أسلوب المناورات والالتزام بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه". وأكد الأحمد أن "طريق إنهاء الانقسام يأتي عبر تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وأننا لسنا بحاجة لحوارات جديدة ولا إيضاحات جديدة". وكشف أن الاتصالات بين فتح وحماس، لم تنقطع، مشيرا الى أن فتح كانت تبادر دائما بالاتصال بعيدا عن وسائل الإعلام وعن الضجيج، حتى لا تستخدم الشائعات كوسيلة للتهرب. وأوضح الأحمد أن الاتصالات بينه وبين موسى أبو مرزوق، استؤنفت بعد اللقاء الذي جرى في الدوحة مع خالد مشعل، مشيرا إلى أن موقف فتح كان واضحا في هذه الاتصالات بأننا لسنا بحاجة لحوارات جديدة وأن الكثيرين ممن يتحركون من خارج فتح وحماس، نلاحظ أنهم يتقدمون بمقترحات جديدة وهذا من شأنه إعاقة تحقيق المصالحة. وقال الأحمد: لقد حصرنا الأمر بضرورة تنفيذ ما تم التوقيع عليه في القاهرةوالدوحة، وأن ننفذ ما وقعنا عليه بصدق بعيدا عن الدخول بتفاصيل جديدة، والخطوات المتفق عليها هي: البدء بتشكيل حكومة توافق وطني من كفاءات مستقلة وبنفس الوقت يقوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإعلان موعد للانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، وذلك بالتوافق مع إعلان تشكيل حكومة التوافق. وأشار الأحمد إلى أن حماس وفي إطار هذه الاتصالات، "طلبت مهلة من الوقت للرد، وبعد طول انتظار بادرنا بالاتصال قبل يومين إلا أن رد أبو مرزوق كان المطالبة بمزيد من الوقت للرد إلى أن جاءت تصريحات هنية بالأمس، والتي كما قلنا ليس فيها أي جديد، وأن ما قام به هو مجرد مناورة ولا يمثل خطوة فعلية من أجل إنهاء الانقسام، لأن طريق تحقيق المصالحة واضحة وقصيرة ليست بحاجة لمزيد من الوقت والخطوات". وكشف الأحمد أن هذه المناورة جاءت في ضوء بعض التحركات التي يقوم بها بعض الأشخاص الذين ليس لهم علاقة بالموضوع وإنما يريدون افتعال دور لهم رغم أننا نصحناهم بالكف عن هذا الأسلوب الذي من شأنه فتح المجال للمناورات وإطالة عمر الانقسام. وقال الأحمد إن هنية قام بالاتصال بأبو مازن، ورد عليه الرئيس بشكل واضح "إننا لا نريد اقتراحات جديدة وأن هناك تواصل واتصالات بين الأحمد وأبو مرزوق باعتبارهما ممثلين عن الجانبين". وأكد الأحمد أنه سيواصل اتصالاته مع أبو مرزوق، وأنه بانتظار رد حماس عن ما تم التوافق بشأنه وهو تشكيل حكومة التوافق الوطني ومن ثم يبادر أبو مازن بالإعلان عن موعد الانتخابات.