أحيت الإنتفاضة الشعبية الليبية الأمل لدى الطائفة الشيعية في لبنان بكشف مصير الامام الشيعي موسى الصدر الذي اختفى العام 1978 خلال رحلة له إلى طرابلس، ويتهم القضاء اللبناني نظام العقيد معمر القذافي بخطفه. ومنذ بدء حركة الاحتجاجات والتظاهرات ضد الزعيم الليبي في فبراير، تعيش الأوساط الشعبية الشيعية حالة من الترقب واللهفة ترافقها حملة إعلامية مكثفة لا سيما من خلال قناتي "المنار" التابعة لحزب الله و"إن بي إن" التابعة لحركة أمل. ويقول حسين معنى (51 عاما) من بلدة معركة المجاورة لصور التي تتحدر منها عائلة موسى الصدر، "كنا ننتظر هذه اللحظة، أن يسقط الطاغية معمر القذافي أو أن يقتل لينكشف مصير إمامنا المغيب". وفي طهران، اعلنت حوراء الصدر، إبنة موسى الصدر، في مؤتمر صحافي أن "الأيام التي نعيشها تنعش أمالا كبيرة بعودة الإمام الصدر ورفيقيه". وناشد زوجها مهدي فيروزان الذي يرأس "مؤسسة الإمام موسى الصدر للثقافة والبحوث"، كل المعنيين "العمل بشكل جدي وفاعل على الأرض بما يؤدي إلى تحرير الإمام من سجنه ومعرفة مصيره ورفيقيه". ويقول المسئول في حركة أمل خليل حمدان الذي عمل إلى جانب الإمام الصدر قبل اختفائه لوكالة فرانس برس إن التعاطي مع الموقف يتم من منطلق معلومات معينة تقول بان الامام الصدر لا زال حيا ومسجونا في ليبيا". وشوهد الصدر، الشخصية الشيعية البارزة، للمرة الاخيرة في 31اغسطس 1978 في ليبيا التي كان يزورها بدعوة من القذافي يرافقه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين. وتقول السلطات الليبية أن الثلاثة غادروا طرابلس متوجهين إلى ايطاليا. إلا أن النيابة العامة الايطالية أعلنت بعد انتهاء تحقيقها في 1981 أن الصدر ورفيقيه لم يدخلوا ايطاليا وأن اشخاصا انتحلوا أسماءهم وهوياتهم. وفي 2004، عثر على جوازي سفر الصدر ويعقوب في أحد فنادق روما. وفي اغسطس 2008، أصدر القضاء اللبناني مذكرات توقيف في حق القذافي وعدد من معاونيه بتهمة "خطف" الصدر ورفيقيه. ولا يزال الإمام الصدر الذي يفترض أن يكون عمره اليوم 83 عاما، يحتل مكانة بارزة بين اللبنانيين عامة وخصوصا بين ابناء طائفته الذين يتفاخرون بانه من صنع للشيعة المهمشين سابقا، موقعا بارزا وحجما سياسيا واجتماعيا. وتنتشر صور ضخمة له في كل المناطق الشيعية.