سيطرت الأوضاع الصعبة التى يواجهها ملايين اللاجئين والنازحين السوريين سواء بدول الجوار أو بالداخل على أعمال المؤتمر الخامس للمنظمات الاسلامية بالدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاسلامى، الذى افتتحه قبل ظهر اليوم الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلى الأمين العام للمنظمة بمشاركة رؤساء وممثلى 200 منظمة خيرية وإنسانية. وكان لافتًا حضور الدكتور أحمد طعمة رئيس الحكومة السورية المؤقتة الجلسة الافتتاحية والذى ألقى كلمة شرح فيها معاناة الشعب السورى مما وصفه بفساد نظام مستبد ليس له نظير فى العالم ويسعى منذ تأسيسه قبل خمسين عامًا إلى إبعاد الشعب عن الاهتمام بالشأن العام أو أحوال الأمة التى ينتمى اليها وقال "لقد جئت إليكم أبثكم شكوانا وحزننا من هذا النظام" واصفًا ما يتعرض له الشعب السورى حاليًا بأنه أكبر مأساة إنسانية فى القرن الحالى قرن الحريات والعدالة الاجتماعية والديمقراطية. ولفت طعمة إلى ما يتعرض له السوريون على أيدى النظام من إهدار الكرامة الإنسانية والقتل والتشريد والتجويع موضحًا أن النظام يتعامل معهم باعتبارهم أعداء فحسب وإنما بحسبانهم لا يستحقون الحياة وقد وضعهم أمام معادلة صعبة أما أن يحكمهم النظام أو يتعرضون للقتل وإما أن يبقى بشار الأسد رئيسًا أو يتم حرق البلاد. وشدد طعمة على ما يتعرض له اللاجئون والنازحون السوريون من أوضاع بالغة الصعوبة نتيجة موجة الصقيع التى تواجهها المنطقة حاليًا مناشدًا العالم الإسلامى بحكوماته ومنظماته الإنسانية بسرعة تقديم العون لإنقاذهم من تداعيات هذه الموجة فضلاً عن دعم صمود الشعب السورى والوصول لحريته ودولته الحرة المستقلة خصوصًا وأن هناك تسويات سياسية فى الأفق ليس بوسع أحد أن يتكهن بما إذا كانت ستحقق أهداف الشعب بعد ثورته التى انطلقت قبل حوالى ثلاث سنوات. وكان الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلى قد أكد فى كلمته الافتتاحية للمؤتمر أهمية تنسيق جهود المنظمات الانسانية بدول التعاون الاسلامى بشكل جماعى على نحو يجعلها أكثر فعالية فى مواجهة الكوارث الإنسانية وتقديم المساعدات فى الوقت المناسب معتبرًا أن الجهود الفردية يكون تأثيرها محدودًا وقد لا يشعر به أحد مشيرًا الى أن التعاون الإسلامى نجحت قبل خمس فى تشكيل آلية لتحقيق هذا الهدف من خلال تأسيس شبكة من المنظمات الإنسانية بالدول الأعضاء بذلت الأمانة العامة للمنظمة جهودًا جبارة لدفعها أمامًا الأمر الذى ساهم فى لعبها دورًا شديد الأهمية فى التعامل مع الكوارث والأزمات الإنسانية بالدول الإسلامية معبرًا عن ثقته فى قدرة هذه المنظمات فى الاستمرار فى أداء دورها لكنه طالبها بالحذر وتبنى الحكمة منهجا لها وبناء الثقة مع الحكومات. ومن جهته، شدد عطاء المنان بخيت الأمين العام المساعد لمنظمة التعاون الإسلامى للشئون الإنسانية على أن الأزمة السورية تزداد تعقيدًا فى مختلف جوانبها السياسية والاجتماعية والعسكرية وهو ما أدى الى تضاعف الحاجات الإنسانية لأعداد اللاجئين والنازحين السوريين سواء بدول الجوار أو بالداخل وقال إن أعداد هؤلاء ارتفعت من مليون نازح بالداخل و20 ألف لاجئ بالخارج عقب اندلاع الأحداث بسوريا فى عام 2011 إلى 3 مليون لاجئ بدول الجوار و4 ملايين نازح بالداخل. وحذر بخيت خلال حديثه أمام الجلسة الخاصة التى عقدت على هامش المؤتمر الخامس للمنظمات الإنسانية بالدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامى من تداعيات عدم القدرة على تلبية الاحتياجات اليومية للاجئين والنازحين السوريين وقال هناك أزمة تتفاقم يومًا بعد يوم ولكن هناك جهود أقل للتعامل معها خاصة على الصعيد الإنسانى منبهًا الى أنه لن يكون هناك حل الا بالتعاون الجماعى والعمل المنسق بين مختلف المنظمات الإنسانية وتجاوز الأسلوب الفردى الذى تنتهجه بعض المنظمات وذلك حتى تتوافر إمكانية أعلى لمواجهة الكارثة الإنسانية.