اختتم الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، اليوم الخميس، زيارة لبيروت استمرت أيامًا عدة، التقى خلالها قادة سياسيين لبنانيين، كما جمعه لقاءان، بحسب ما علمت جريدة "السفير" اللبنانية بالأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله. ونفي هيكل - حسب جريدة السفير- احتمال ترشح وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية. وأكد هيكل أن الفريق الأول عبد الفتاح السيسي لن يرشح نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية، بعكس ما يتداول من أنباء حول الموضوع، بل إن إحدى الأزمات التي تواجه البلاد في رأيه، هي غياب البدائل، بعد إسقاط حكم "الإخوان"، حيث إن الأحزاب المدنية غير قادرة على طرح نفسها كبديل، وهي باختصار "أحزاب بلا جماهير" ولذلك، فإن الدستور المصري الجديد لن يكون دستورًا دائمًا، فالدستور الدائم يكتب في لحظة توافقية، ومصر اليوم في لحظة خلافية، وبالنتيجة، فإن الطريق أمام المصريين لا تزال طويلة، ولكن هناك ضرورة للمضي قدمًا واتباع خريطة الطريق، فهذه هي الوسيلة الوحيدة للوصول إلى الأمان. وتابع: تواجه مصر اليوم مستحقات عدة، وتعاني بشكل أساسي من غياب الأمن والاستقرار، إلا أن الثورة ليست عملية جراحية، بل هي بحاجة إلى وقت طويل لتعبر عن فكرها ورجالها وقدرتها على تحقيق الانتقال. أما حول أزمة التيار الإسلامي، و"الإخوان المسلمين" بشكل خاص، وبرغم رفضه الكامل لإقصاء التيار الإسلامي، فقد رأى هيكل أن الجماعة أضاعت فرصتها، وهي "قفزت في ظرف معين إلى أكثر مما يستطيع التيار الإسلامي أن يحصل عليه، وتصورت أنها باقية للأبد وفجأة لم يعد لديها أي شيء، ودخلت في حالة الإنكار، ولذلك، وفي ظل وجود طرف يريد أن يستولي على ما كان حصل عليه وأضاعه، فالمتوقع أن يُقابله شباب الثورة الذين نزلوا إلى الميادين بملايينهم بعنف يردعه ليكمل التغيير مساره.