دمياط.. المدينة الأشهر فى صناعة الأثاث، وإحدى الركائز الاقتصادية الكبرى في هذه الصناعة، كما تشكل هذه الصناعة أكبر صمامات أمان ضد البطالة هناك، وقد تأثرت بشكل كبير خلال الأحداث الماضية على نحو واسع. توجد فى دمياط 87 ألف ورشة لصناعة الأثاث بجميع مراحله، ويعمل بها 175 ألف عامل، إضافة إلى 45 مصنع موبيليا، و2500 صالة عرض موبيليات و1500 شادر خشب منتشرة فى جميع أنحاء المحافظة. على مر السنين تميزت دمياط بصناعة الأثاث الكلاسيكى، فإنتاج الأثاث فى العالم ينقسم إلى قسمين: مودرن، ونسبة إنتاجه 93% وكلاسيكى ونسبة إنتاجه 7%، وتنتج دمياط لوحدها من الأثاث الكلاسيكى 1% من إنتاج العالم، وأمام دمياط فرصة لزيادة هذه النسبة، فالسوق مفتوحة للمنافسة، ويساعدها فى ذلك المصانع الجديدة التى أنشئت فى دمياط على أساس علمى سليم، وقد تم تحديث هذه المصانع بدون الإخلال بجوهر المنتج، وهذا التحديث نقل دمياط نقلة لا يدركها ولا يعرف قيمتها إلا خبراء الموبيليا فى العالم. كما تتميز مصانع دمياط بالجودة والدقة المتناهية فى صناعة الأثاث، فلا يضاهي منتجها أحدا، كذلك التصميمات المبتكرة، التى تواكب تطور صناعة الأثاث فى العالم أولا بأول، وبالرغم من هذا التميز يصر "الدمايطة" على التطوير والتحديث حتى تعتلي دمياط قمة صناعة الأثاث بكل صنوفه. "بوابة الأهرام" تساءلت عن تأثير ثورة 25 يناير على هذا القطاع؟ فجاء الرد من الحاج سمير شطا عضو الغرفة التجارية، ليؤكد تأثر قطاع الموبيليا بالأحداث الأخيرة، وذلك بسبب طبيعة الحياة التجارية فى دمياط، والتى تجعلها مختلفة عن أى محافظة أخرى. إضافة إلى أن دورة رأس المال فى دمياط أسبوعية وليست شهرية، أى أن مع نهاية الأسبوع وتحديدًا يوم الخميس يتم ضخ السيولة المالية فى دمياط، ومع هذا الضخ تتأثر فورًا الحياة والصناعة وكل شىء فى دمياط. يرى اللواء محمد الزينى، رئيس الغرفة التجارية بدمياط، أن الجميع، وأول من تأثر أصحاب الورش الصغيرة، التى تضم أكبر نسبة فى عدد العمالة فى صناعة الأثاث، من بينهم "عمال اليومية"، وتلك الورش هى المسيطرة على السوق المحلية، كما أن بعض الورش التى تصدر للخارج تأثرت بدرجة كبيرة بسبب النقل. "الأثاث الدمياطى مازال الأكثر شهرة على المستوى العالمي، والأكثر طلبًا عليه من قبل معظم الدول العربية والأوروبية".. هذا ما يؤكده الحاج محمد الجلاد صاحب مصنع مؤكدًا أن هذا الكلام من واقع مشاركته في كثير من المعارض الدولية، كما يرى أن تجربة دمياط في تصدير الأثاث للدول العربية مازالت في حاجة إلى صقلها بالتجربة والممارسة، وأن هذه الأحداث تلزمنا بسن قوانين خاصة لحماية هذه الصناعة، وهناك من يقاوم ويعمل ولم تؤثر فيه الأحداث إلى الحد الخطير، لأن المصانع الكبيرة أنشئت باستثمارات من أبناء دمياط، دون قروض من البنوك ، وهذا ما أعطى للمصانع حماية كاملة. ويؤكد العدوى أبو الخير رئيس جمعية السائقين بدمياط، أن هناك أسطول سيارات كبيرًا فى دمياط متخصص فى نقل الموبيليا، لم يعمل بكامل طاقته بسبب الانفلات خلال تلك الأحداث الأمنى، الذى مازلنا نعانيه، فهناك 2500 صالة عرض، ولكل صالة سيارة نقل. ويقول إيهاب الحادق، أحد أصحاب شوادر الأخشاب، إنه بالفعل هناك أزمة سيولة تمر بها المحافظة، وتأثر بها عمال النقل والشيالون، وكل شىء متعلق بصناعة الأثاث. أما وليد بصل، صاحب ورشة نجارة فيقول: تأثرنا فعلا بما جرى، ولا يستطيع أى شخص تقدير خسائرنا، وزاد المبلة طينا، ما حدث الأسبوع قبل الماضى أمام مكاتب العمل، عن شائعة صرف تعويضات، عندما أعلن وزير المالية عن صرف تعويضات عن خسائرهم، فذهب الآلاف إلى هناك ليقدموا استمارات لصرف تعويضات، فكان الزحام الشديد وعدد موظفين أقل، وهذا ما أعطى انطباعًا بأن الأمر فيه استهانة بالعاملين، فكان مشهد أمهر عمال صناعة الأثاث، حزينًا جدًا.