يكافح اثنان من أكثر زعماء الشرق الأوسط رسوخا في الحكم من أجل البقاء في السلطة وسط تقارير عن مقتل عشرات المحتجين في ليبيا ورفض المعارضة عرضا للمحادثات من جانب ملك البحرين. من شأن الاضطرابات التي امتدت من تونس ومصر إلى البحرين وليبيا واليمن وجيبوتي أن تضع الولاياتالمتحدة في مأزق، حيث تحاول المحافظة على الاستقرار في المنطقة الغنية بالنفط بينما تؤيد حق التظاهر من أجل تغيير ديمقراطي. نقلت منظمة هيومان رايتس ووتش عن شهود ومصادر في مستشفيات قولهم إن قوات الأمن الليبية قتلت 35 شخصا في مدينة بنغازي الشرقية في ساعة متأخرة من مساءالجمعة في أسوأ اضطرابات على مدار أربعة عقود من حكم الزعيم الليبي معمر القذافي. قوبلت الاحتجاجات المندلعة على حكم القذافي منذ الأسبوع الماضي والتي استلهمت انتفاضتي مصر وتونس بحملة عنيفة من جانب السلطات لكن القيود المفروضة على وسائل الاعلام جعلت من الصعب التعرف على حجم العنف. قالت المنظمة ومقرها نيوريوك إن وفيات أمس رفعت تقديرها لعدد قتلى الاحتجاجات في الأيام الثلاثة الماضية الى 84 أغلبهم في المنطقة المضطربة حول بنغازي. وأضافت أن قتلى يوم الجمعة في المدينة التي تبعد ألف كيلومتر شرقي طرابلس سقطوا حين أطلقت قوات الأمن النار على المحتجين عقب تشييع جنازة عدد من المحتجين الذين قتلوا في وقت سابق. ولم يصدر احصاء رسمي لعدد القتلى. نقلت المنظمة عن مسئول بارز في المستشفى قوله "ندعو جميع الأطباء في بنغازي للتوجه إلى المستشفى وأن يتبرع الجميع بالدم لأنني لم أر شيئا كهذا من قبل". وقال محمد من سكان المدينة لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "القوات الخاصة التي تدين بولاء شديد للقذافي تقاتل باستماته لاستعادة السيطرة .. لاستعادة السيطرة على الأرض ..والمواطنون يقاتلون من شارع إلى شارع". في البحرين وهي حليف رئيسي للولايات المتحدة ويوجد بها مقر الاسطول الامريكي في الشرق الاوسط قال نائب شيعي سابق اليوم إن تكتل المعارضة الرئيسي رفض عرض الحوار الذي قدمه عاهل البحرين على خلفية الاضطرابات التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي. قال إبراهيم مطر عضو جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيعية التي علقت عضويتها في البرلمان البحريني لرويترز إن جمعية الوفاق لا تستشعر وجود رغبة جادة للحوار لأن الجيش منتشر في الشوارع. وأضاف أن على السلطات أن تقبل مفهوم الملكية الدستورية وأن تسحب القوات من الشوارع قبل بدء أي حوار. أوضح مطر: من الممكن بعد ذلك تشكيل حكومة مؤقتة تضم وجوها جديدة ليس من بينها وزيرا الداخلية والدفاع الحاليان. وعرض ملك البحرين إجراء حوار وطني يضم جميع الأطراف والفئات في محاولة لانهاء التوترات التي أسفرت عن سقوط ستة قتلى ومئات المصابين منذ يوم الإثنين. ونقل للمستشفى اليوم أكثر من 60 شخصا للعلاج من اصابات لحقت بهم عندما أطلقت قوات الأمن البحرينية النيران على المحتجين أثناء توجههم إلى دوار اللؤلؤة قبل ذلك بيوم. تحدث الرئيس الأمريكي باراك اوباما مع ملك البحرين مساء الجمعة وأدان العنف وحث الحكومة على اظهار ضبط النفس. وأعلن البيت الابيض أن أوباما قال إن الاستقرار في البحرين يقوم على احترام حقوق شعبها. يشكو الشيعة الذين يشكلون أغلبية السكان مما يعتبرونه تمييزا ضدهم في الوظائف الحكومية والاسكان والرعاية الصحية وهو اتهام تنفيه الحكومة. وساعد انتقال عدوى الاضطرابات - وبخاصة المخاوف بشأن تأثيراتها المحتملة على السعودية - في رفع سعر مزيج برنت الاسبوع الماضي قبل ان تدفعه عوامل اخرى الى الانخفاض يوم الجمعة. كما كان عاملا في تحقيق اسعار الذهب افضل اداء اسبوعي منذ ديسمبر كانون الاول. يقول محللون ان الاختلاف الرئيسي بين مصر وليبيا هو أن القذافي يمتلك اموال النفط لتهدئة المشكلات. وهو يحظى أيضا بالاحترام في مناطق كثيرة في البلاد برغم تراجع شعبيته في منطقة برقة حول بنغازي. قال نعمان بن عثمان وهو معارض ليبي اسلامي سابق مقيم في بريطانيا لكنه موجود في طرابلس حاليا إنه لا توجد بالتأكيد انتفاضة وطنية وإنه لا يعتقد أنه يمكن مقارنة ليبيا بمصر وتونس. وقال في اتصال هاتفي من العاصمة الليبية إن القذافي سيقاتل حتى اللحظة الاخيرة. في اليمن اشتبكت قوات الأمن ومتظاهرون مؤيدون للحكومة مع حشود تطالب بانهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح في العديد من المدن يوم الجمعة. وقتل خمسة أشخاص وأصيب العشرات في الاحتجاجات على حكم صالح الممتد منذ 32 عاما. قال أطباء إن اربعة اشخاص قتلوا بالرصاص في مدينة عدن الساحلية الجنوبية حيث يتزايد السخط على حكم صنعاء. وقتل شخص آخر بقنبلة في تعز ثاني أكبر المدن اليمنية. وأصيب 11 شخصا على الأقل في عدن حيث احتشد آلاف المحتجين الغاضبين بسبب ما قالوا انه استخدام مفرط للقوة من جانب قوات الأمن لساعات في الشوارع. بدأ مئات من المحتجين اعتصاما في وقت لاحق في وسط عدن للاحتجاج على مقتل متظاهرين. ويكافح صالح وهو حليف رئيسي للولايات المتحدة ضد جناح للقاعدة مقره اليمن لانهاء الاحتجاجات التي اندلعت قبل شهر في انحاء البلاد. احتشد عشرات الالوف من المعارضين ايضا في مدينة تعز على مسافة 200 كيلومتر جنوبي العاصمة صنعاء. وقال اطباء ان شخصا قتل واصيب 28 منهم ثلاثة بجروح خطيرة حين ألقيت قنبلة يدوية من سيارة لتنفجر في الحشد. في غضون ذلك أفادت تقارير إعلامية أن محتجين مناهضين للحكومة خرجوا بعد ظهر الجمعة الى شوارع مدينة جيبوتي وسط مراقبة قوات مكافحة الشغب مطالبين الرئيس اسماعيل عمر جيلي بالتنحي. وتمسك أسرة جيلي بزمام السلطة في الدولة الواقعة بمنطقة القرن الافريقي منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1977. وتولى جيلي السلطة عام 1999 ومن المتوقع أن يترشح لفترة ثالثة عندما ينتهي تفويضه في ابريل نيسان 2011. توجد في جيبوتي التي تقع بين اريتريا والصومال أكبر قاعدة عسكرية فرنسية في افريقيا وقاعدة أمريكية رئيسية. وتستخدم قوات بحرية أجنبية ميناءها في تسيير دوريات في الممرات البحرية المزدحمة قبالة سواحل الصومال لمكافحة القرصنة. وتبلغ نسبة البطالة نحو 60 بالمئة. في الكويت أصيب 30 شخصا في اشتباكات أمس بين قوات الأمن ومن لا يحملون جنسية والذين يعرفون باسم "البدون". وقالت قوات الامن إن 50 شخصا اعتقلوا. وفي عمان طالب نحو 300 محتج بإصلاحات سياسية وبزيادة الاجور في احتجاج سلمي في مسقط يوم الجمعة. وتجمع رجال ونساء في حي روي التجاري في العاصمة بعد صلاة الجمعة وطالبوا بالديمقراطية في حين طالب آخرون بزيادة الأجور.