تصريحات قادة جماعة الإخوان المسلمين حول احترامها جميع الاتفاقيات الدولية التي وقعتها مصر، بما فيها كامب ديفيد أثارت الكثير من ردود الفعل في تل أبيب، وسط حالة الحذر الشديد، التي تتعامل بها إسرائيل مع مصر منذ ثورة 25 يناير، والخوف من إمكانية وصول الإخوان إلى السلطة، في ظل الشعبية الكبيرة التي يتمتعون بها بين مختلف قطاعات الشعب وفئاته العمرية. موقع التليفزيون الإسرائيلي من جانبه عرض دراسة مصغرة صدرت أخيرا عن مركز ديان للدراسات الإستراتيجية تناولت الذكاء السياسي والمناورات الحزبية التي تقوم بها جماعة الإخوان المسلمين من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب على الساحة السياسية، مستغلة أجواء التغيير التي تعيشها مصر عبر تأسيس حزب سياسي شرعي مثل بقية الأحزاب السياسية الموجودة بالبلاد. واعترف الموقع بوجود تهويل إسرائيلي عند الحديث عن جماعة الإخوان المسلمين. موضحا أن تاريخ التعامل "السياسي" بين إسرائيل والجماعات الإسلامية مليء بالكثير من التحركات والدروس السياسية التي استفادت منها إسرائيل بل والأحزاب اليمينية المتشددة بها. وعلى سبيل المثال، كانت الحركة الإسلامية في الكنيست هي الحركة العربية الأكبر والأهم التي ساندت الكثير من المشاريع التي طرحها حزب الليكود أو حتى حزب إسرائيل بيتنا، رغم أن هذه الأحزاب هي الأكثر تشددا على الساحة السياسية. واستشهد التليفزيون بالصراع السياسي الذي اشتعل في الكنيست حول انتخاب الرئيس موشيه كتساف، مرشح حزب الليكود، عام 1999 حيث كان الرئيس شمعون بيريس، مرشح حزب العمل، ينافسه للفوز بهذا المنصب، إلا أن امتناع الحركة الإسلامية عن التصويت وضغطها على بعض من الأحزاب العربية أيضا لتجاهل هذه الانتخابات أدى إلى نجاح كتساف رغم أنه من الليكود. وكشف بعض من التقارير الصحفية الإسرائيلية عن أن الحركة الإسلامية حصلت بعد ذلك على بعض من الامتيازات والمكاسب لها نظير الامتناع عن التصويت، وهو ما يؤكد مهارتها السياسية ويتطلب ضرورة استعداد إسرائيل للتعامل سياسيا مع جماعة الإخوان، إذا تطلب الأمر ذلك. ومن هذه الدراسة إلى صحيفة "إسرائيل اليوم"، التي عرضت تقريرا لمحرر الشئون العربية بها بوعاز بيسموت، والذي تطرق إلى الأسباب الجوهرية التي دفعت الشباب العربي للثورة على الحكام بالمنطقة. وزعم بيسموت أن السبب الرئيسي وراء هذه الثورة وجود هوة كبيرة بين عقليات الحكام من جهة وطموحات الشباب العربي من جهة أخرى، زاعما أن غالبية الحكام العرب سواء في ليبيا أو البحرين أو تونس أو مصر أو الجزائر، كانوا لا يعرفون كيفية التعامل مع التقنيات الإلكترونية، التي يخاطب بها الشباب بعضهم البعض، سواء كانت عبر الفيسبوك أو التويتر أو حتى الماسينجر. ورأى بيسموت أن هذه الهوة ستظل موجودة، ومن الممكن أن تتزايد إن أصر الحكام على العناد وعدم الاطلاع على طموحات الشباب، والأهم من هذا التعامل بجدية واحترام مع رغبات الشباب والاطلاع على التقنيات التي يستخدمونها في الحديث بين بعضهم البعض. مشيرا إلى أن غالبية الحكام العرب يتحدثون مع الشباب بمنطق ثورة الخمسينيات، وتناسوا تماما أنهم يعيشون في بداية عام 2011 والذي تغيرت فيه وسائل الخطاب السياسي أو الإعلامي بصورة جذرية. وأخذ بيسموت يتحدث عن ترك الشباب وسائل الاطلاع والمعرفة التقليدية مثل الصحف أو الكتب وانشغالهم فقط بالاطلاع على المعلومات عبر شبكة الإنترنت ، وهو ما بات واضحا مع غالبية الصحف العربية، التي تولي حاليا أهمية كبيرة بالمواقع الإلكترونية الإخبارية، لإيمانها العميق بأهمية هذه المواقع وتحولها إلى مصدر المعلومات الرئيسي بالمستقبل. وزعم بيسموت أن هذه الأزمات السياسية بالدول العربية ستستمر طالما استمر عناد بعض من القادة العرب وتجاهلهم للشباب.