يترقب السودانيون بشكل خاص والمهتمون بشأن السودان عربيًا وإقليميًا ما ستسفر عنه دعوات النشطاء في مناطق عدة بالسودان للتظاهر اليوم الجمعة ضد حكومة الرئيس السوداني عمر البشير، وذلك بعد تزايد أعداد ضحايا التظاهرات والاشتباكات مع قوات الأمن السودانية على مدى الأيام القليلة الماضية.. ووفق مراسلين ووكالات أنباء فقد عززت قوات الأمن السودانية تواجدها في شوارع العاصمة الخرطوم، وعدد من المدن السودانية الكبرى، تحسبًا لما ستسفر عنه دعوات التظاهر. كما جرى رصد الدفع بأعداد كبيرة من أفراد الشرطة لحماية المباني الحكومية ومحطات بيع الوقود، الذي كان إقرار زيادة في أسعاره الشرارة التي أشعلت التظاهرات الحالية، التي تضاربت الأنباء بشأن عدد ضحاياها، ففي الوقت الذي أعلنت فيه مصادر رسمية سودانية مقتل 29 شخصًا، قال نشطاء حقوقيون داخل وخارج السودان إن الرقم بلغ نحو 140 ضحية، لقي معظمهم حتفه برصاص الشرطة، بحسب ما نقلته وسائل إعلام عربية وأجنبية. وعلى شاكلة الاحتجاجات التي تحولت إلى ثورات أسقطت نظم الحكم في كل من مصر وتونس واليمن وليبيا، وأدت إلى تغييرات وصفها محللون بالكبيرة في نظم عربية أخرى، بدأت الاحتجاجات في السودان مواكبة للاحتجاجات العربية إلى أن النظام سرعان ما نجح في إخمادها، إلا أنه يبدو أن الأمر يكاد يخرج عن السيطرة هذه المرة، حيث وصفت الاحتجاجات بالأكبر والأوسع نطاقًا منذ وصول البشير ونظامه إلى الحكم إثر انقلاب عسكري منذ نحو ربع قرن. البشير يطلق الشرارة: كانت الشرارة التي حركت الأحداث الأخيرة في السودان هي إقرار الحكومة السودانية زيادة في أسعار الوقود النفطي بحجة السعي إلى خفض معدلات التضخم التي تخطت حاجز 40% وفق تقارير اقتصادية، حيث عقد الرئيس السوداني مؤتمرًا صحفيًا تم بثه تليفزيونيًا مطلع الأسبوع، قال فيه إن دعم الحكومة للمواد البترولية يشكل خطرًا كبيرًا على الاقتصاد السوداني، وإن معظم هذا الدعم يذهب للأغنياء على حساب الفقراء. ومع تنفيذ الحكومة لما أعلن عنه الرئيس السوداني بدءًا من الاثنين الماضي، اندلعت الاحتجاجات الشعبية التي بدأت في مدينة "واد مدني" بوسط البلاد، وسرعان ما امتدت لعدد من المدن والمناطق السودانية، وتزايدت أعداد المشاركين فيها لترتفع أعداد الضحايا من القتلى والمصابين بشكل غير مسبوق- وفق مراقبين للشأن السوداني- وترتفع كذلك أعداد المعتقلين على خلفية التظاهرات، وتنتقل شعارات وهتافات المشاركين في المظاهرات من "لا للغلاء" إلى الشعار الأشهر عربيًا "الشعب يريد إسقاط النظام". ومع تباطؤ الحكومة السودانية في الاستجابة للاحتجاجات الشعبية، وتوجهها للتعامل الأمني معها، تصاعدت الاحتجاجات واتسع نطاقها لتحل الجمعة الأولى منذ بدء الاضطرابات، والتي تصادف اليوم، دعا نشطاء وسياسيون معارضون السودانيين للخروج للتظاهر، في ما يكاد السبب الأساسي لاندلاع الاحتجاجات- رفع أسعار الوقود– يتوراى خلف الدعوات للإصلاح السياسي والاقتصادي وإسقاط النظام، الذي يراه ساسة سودانيون معارضون سببًا لتقسيم البلاد، وتردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي فيها على حد سواء. ومع بداية اليوم الجمعة لجأت الحكومة السودانية لما يبدو كإجراءات استباقية للحد من المظاهرات المتوقعة، حيث أوردت مصادر إعلامية أنه تم مصادرة عدد اليوم من عدة صحف سودانية منها: "السوداني" و"المجهر" و"الوطن"، ومع مرور الوقت لا زال المهتمون بالشأن السوداني يترقبون ما الذي ستسفر عنه الساعات المقبلة.