أكد الدكتور محمد مجاهد الزيات رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أن روسيا أصبحت اللاعب الرئيسي في الأزمة السورية وهي التي تقود الآن تطورات الأزمة، لافتا إلى أن المبادرة الروسية كانت بمثابة صفقة جرى التشاور بشأنها مع كل من الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وبوساطة ألمانية. ووصف مجاهد الزيات -في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط- هذا التحرك من جانب موسكو والمبادرة الروسية، بأنه يعطي زخما روسيا شديدا على التطورات في الإقليم، وقال إن هذا يؤكد على أن الولاياتالمتحدة لم تعد تنفرد بالشئون الدولية وحدها، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، بعد أن فرضت روسيا نفسها شريكا في كل هذه التطورات، وخاصة في ظل التحالف القوي بين الصين العملاق الاقتصادي القادم، وبعد أن تعافى الاقتصاد الروسي. وشدد الزيات على أن الرابح الأساسي من هذه المبادرة الروسية هو "إسرائيل"، لأن نتيجة هذه المبادرة في المحصلة النهائية، هي التخلص من السلاح الكيماوي السوري لدى نظام بشار الأسد، وهو هدف إسرائيلي بالدرجة الأولي، وكان مطلبها الأساسي وليس وقف نزيف الدم السوري والدواعي الأخلاقية والإنسانية التي كانت ضمن مبررات التهديدات الأمريكية، على حد تعبيره. ونبه الزيات إلى أن المبادرة الروسية كانت حلا سياسيا للأزمة، وأوجدت المبرر للرئيس الأمريكي باراك أوباما لتأجيل الضربة العسكرية التي كان مترددا في القيام بها ضد سوريا.